لا شيء يسير على ما يرام بين بن سلمان وبن زايد

YNP - نقلا عن عرب جورنال : قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إنه لا مصلحة لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد في هذه المرحلة في نشر خلافاتهما في الساحة العامة، لكن وقت تعاونهما المربح للجانبين قد انتهى بالفعل..حيث أن "الرجلين في السعودية والإمارات، اللذين لطالما اعتبرا لا ينفصلان، تتراكم بينهما الآن النزاعات.



وأكدت أن وليا العهد السعودي والإماراتي الحاكمين الفعليين لبلديهما أصبحان من خلال إظهار نفس الطواعية التحديثية للطغاة المستنيرين..ومن الواضح أن بن سلمان قد استفاد في توطيد سلطته في الرياض من مشورة ودعم بن زايد.

وذكرت الصحيفة الفرنسية أن هذا التوتر غير المسبوق يغذي تراكم الخلافات المتزايدة الخطورة بين البلدين، حتى لو كانت هذه الخلافات تدار حالياً بحذر.

وأضافت أن محمد بن زايد، الغاضب من إجباره على المصالحة مع عدوه اللدود في الخليج، بدأ في اندفاع دبلوماسي متهور: فقد أرسل شقيقه إلى دمشق في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 لإعادة تأهيل العلاقات مع سوريا هناك ، وبعد فترة وجيزة سافر بنفسه إلى أنقرة من أجل أن ينشئ مع الرئيس إردوغان صندوقاً بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمارات الإماراتية في تركيا.

وأكدت الصحيفة أن رئيس الدولة التركي زار أبو ظبي وسط ضجة كبيرة.. مثل هذه التقلبات جعلت محمد بن سلمان يسير على قدم وساق في كل مرة، على الرغم من أنّ السعودية لا تزال هي الوحيدة التي تعثرت في اليمن، والتي انسحبت منها الإمارات في عام 2019، حتى لو كان ذلك يعني دعم القوى المعارضة لأهداف الرياض، بدءاً بالانفصاليين، في الجنوب.

وأفادت أن في تموز/ يوليو الماضي، لم تتردد الإمارات في معارضة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ، الحصص التي تعتزم السعودية فرضها للإبقاء على سعر برميل الخام عند حوالي 70 دولاراً.

وأوردت أن السعودية التي تعتبر المصدر الرئيسي في العالم بالفعل تستخدم احتياطياتها الهائلة لتحسين تنظيم السوق الدولية، وقبل كل شيء ضد روسيا في حين اعتبرت الإمارات أن حصتها منخفضة للغاية لتمويل تعافي اقتصادها الذي تضرر بشدة من الوباء.

لوموند كشفت أن هذا التقارب بين أبو ظبي وموسكو ضد الرياض سيترك آثاراً في العلاقة السعودية الإماراتية، باتفاق أبرم أخيراً على شروط محمد بن زايد. أدى ارتفاع سعر البرميل، الذي تجاوز الآن 90 دولاراً، إلى تخفيف هذه التوترات، التي لا تزال أسبابها هيكلية، حيث يستمد ثلث الناتج المحلي الإجمالي في كلتا الحالتين من الهيدروكربونات.

الصحيفة رأت أن التحديث الاستبدادي الذي يحاول محمد بن سلمان الترويج له باسم "رؤية 2030" يؤدي حتماً إلى زيادة المنافسة مع دبي، التي تعتبر حتى الآن مركزاً رئيسياً للعولمة في المنطقة.

وأضافت أن السلطات السعودية قد طالبت بالفعل الشركات الراغبة في المنافسة على العقود العامة بإنشاء مقار لها في السعودية قبل عام 2024، وليس في دبي، حيث يفضل عدد كبير من المغتربين الظروف المعيشية والتسامح متعدد الأوجه.

وقالت لوموند إن هذه الاتجاهات الثقيلة تستند إلى التناقض بين الواقع الديموغرافي لشبه الجزيرة العربية، حيث يمثل المواطنون ثلثي السكان البالغ عددهم 35 مليون نسمة، والإمارات، حيث لا يمثلون سوى عُشر السكان البالغ عددهم 10 ملايين نسمة.

وأوضحت أن محمد بن زايد يمكن أن يجرد نفسه تماماً من رأي مواطنيه، الذين هم أيضاً أقلية متطرفة على أراضيهم حيث لا يستطيع محمد بن سلمان، على الرغم من استبداد نظامه، تحدي شعور الأغلبية في بلاده دون عقاب.

الصحيفة أشارت إلى أن هذا التناقض ظهر عندما اختتمت الإمارات، أول "سلام ساخن" بين دولة عربية و"إسرائيل" ببرنامج طموح للتعاون الاستراتيجي.

وأكدت على الرغم من تفاخر إدارة ترامب وما كشفت عنه الصحافة الإسرائيلية، حرصت السعودية على عدم السير في هذا المسار، متمسكة رسمياً بدعمها للقضية الفلسطينية، بينما تواصل علاقاتها غير الرسمية مع الدولة العبرية.

وتابعت لوموند: بالمقابل فرض محمد بن سلمان على نظيره الإماراتي، في كانون الثاني/يناير 2021، رفع الحصار الذي فرضوه معاً، في حزيران/يونيو 2017، على قطر، وبالتالي استعادة ما يشبه الوحدة بين الأنظمة البتروملكية.