أمن مارب يختطف أمهات المختطفين وبنات العاملين لدى التحالف

YNP -  إبراهيم القانص :

احترام المرأة والنأي بها عن كل ما يمكن أن يمس كرامتها أو يعرضها للإهانة، ميزةٌ اختص بها اليمنيون أكثر من غيرهم في المجتمعات العربية، فقداسة المرأة لدى اليمنيين لا تقل شأناً عن الدين وسيادة الأرض، حتى في حال النزاعات القبلية التي كانت تحدث في المجتمع اليمني على أي خلفية كانت فقد وضع اليمنيون خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها سواء في الحرب أو السلم،

ومن أهمها النأي بالنساء مهما عظم النزاع والخلاف، حتى في المناطق التي تنشط فيها قضايا الثأر القبلي كانت المرأة خارج حسابات الثأر والانتقام ولا يمكن أن ينالها أحد بسوء، ولا شيء يبرر الاعتداء على أي امرأة لفظياً أو جسدياً أو نفسياً مهما عظمت الأسباب، وكان من يتجاوز هذه الخطوط يتعرض للنبذ ويجمع الناس على ردعه وتأديبه بمن فيهم المتنازعون أنفسهم، حتى بدأ التحالف تدخله العسكري في اليمن، وكان من جملة ما أتى به من خطط تدمير المجتمع اليمني ثقافات دخيلة عليه لهدم قيمه وأخلاقياته العالية، ومنها الاعتداء النساء والإساءة إليهن.

 

ولأول مرة في تاريخ المجتمع اليمني تتعرض النساء لإساءات ممنهجة ضمن خطط مدروسة وضعها التحالف، وكلف بتنفيذها أدواته المحلية، ففي المناطق اليمنية الواقعة في نطاق سيطرة التحالف والحكومة الموالية له ترتفع معدلات الجرائم ضد النساء يوماً بعد آخر، وتتوزع هذه الجرائم بين الاختطافات والتعذيب النفسي والجسدي والاغتصاب والقتل، ويتم ذلك بإشراف الدول التي تملأ الدنيا ضجيجاً منذ عقود بأنها هي التي سنت قوانين حقوق المرأة ودعت إلى احترامها، ولم يكن ذلك الضجيج سوى ادعاءات تضليلية زائفة، فقد انكشف الجميع من خلال حربهم على اليمن، والتي كانت النساء في طليعة ضحاياها.

 

وفي المناطق التي تسيطر عليها قوات التحالف، تتواصل جرائم اختطاف النساء خصوصاً في عدن ومارب، ولا فرق لدى التحالف بين أن تكون المرأة المختطفة أو المعتدى عليها نازحة أو من أهالي المنطقة أو زوجة أو أخت ضابط أو جندي يقاتل في صفوفه، فالمهم أنها يمنية وتأتي في رأس قائمة أهدافه.

 

مصادر محلية في محافظة مأرب، ذكرت أن قوات الأمن الخاصة تواصل الاعتداء على النساء كما هي عادتها، أو مهمتها إذ أصبحت هذه الجريمة إحدى المهمات الموكلة إلى ذلك الفصيل، حيث اختطفت فتاة عمرها ثمانية عشر عاماً في مدينة مارب، والجدير بالذكر أن والد الفتاة المختطفة يعمل طباخاً في مقر المنطقة العسكرية السابعة الموالية للتحالف، لكن ذلك لا يشكل فرقاً لديهم، فما دامت يمنية فهي هدف مشروع لهم حسب ما خطط له التحالف ورصد بموجبه قائمة أهدافه الحقيقية.

 

الفتاة المختطفة، هيفاء عبده علي السميعي، تم إيداعها سجن الأمن السياسي في مدينة مارب منذ اكثر من خمسة أشهر، بناء على رغبة ضابط في قوات الأمن الخاصة، هو الرائد عصام عبده سعيد، والذي كان زوج الفتاة ثم خلعته في المحكمة بعد ما أدانته بسلوكيات غير أخلاقية، لكنه استغل نفوذه وعلاقاته ليواصل سلوكياته المشينة ويزج بالفتاة في السجن بعد اختطافها قسراً، وهي العملية التي تجيدها تلك الفصائل بمهارة عالية، وليس ببعيد ولا مختلف عن هذه الجريمة ما حدث للمواطنة صفاء خالد الأمير، التي اختطفت وتعرضت للتعذيب حتى قُتلت أمام والدها، الذي كان مديراً لدائرة المستودعات في هيئة الإسناد اللوجستي التابعة لقوات التحالف، وكان زوجها أيضاً أحد الضباط المحسوبين على الإمارات.

 

وكانت ثماني فتيات نازحات تعرضن للاختطاف على يد القوات نفسها مطلع العام الماضي، من داخل مخيماتهن، بمبرر التحقيق معهن من قبل ضباط سعوديين، فيما يشبه عملية البيع، حيث لا يزلن حتى اللحظة مختطفات لا يعلم أهلهن شيئاً عنهن ولا يستطيعون حتى المطالبة بكشف مصيرهن نتيجة القمع الذي تمارسه القوات الموالية للتحالف هناك، حتى أمهات المختطفين تعرضن للاختطاف والاعتداء، حيث اختطفت قوات الأمن الخاصة في مارب مشاركات في تظاهرة نظمتها "رابطة أمهات المختطفين"، طالبن فيها بإطلاق سراح أبنائهن والسماح لهن بزيارتهم، إلا أن تلك القوة استخدمت مهاراتها المفرطة ومنعت الوقفة الاحتجاجية واعتدت على بعض الأمهات واختطفت بعضهن، مهددةً البقية من تكرار التفكير في مصير أبنائهن.