لأول مرة .. اتفاق علني بين الاصلاح و "الحوثيين" على تحييد السعودية - تقرير

خاص – YNP ..

لأول مرة منذ  بدء الحرب التي تقودها السعودية على اليمن وتقترب من عامها الثامن، تقترب الأطراف اليمنية  سواء الموالية للتحالف او المناهضة له من اجماع حول  استبعاد السعودية من استضافة اية مفاوضات يمنية – يمنية ، فهل هو فشل لسياسية الاحتواء التي تمارسها السعودية بحق اليمن منذ عقود إم ادراك متأخر من قبل القوى الموالية للتحالف   بالمخطط التدميري الذي تسعى له الرياض؟

الاصلاح، الذي يعد اكبر قوى "الشرعية" وابرز اوراق التحالف في رهانه على كسر ارادة اليمنيين ،  انظم اخيرا، أو على الاقل شريحة كبيرة من قياداته إلى  المطالبة بنقل مقر اية مفاوضات يمنية إلى دولة محايدة  وسط تشكيك متصاعد بمخطط السعودية خلال اللقاء الذي ترتب له ويتوقع  انطلاق فعاليته في الرياض نهاية الشهر الجاري. وخلافا لـ"الحوثيين" الذين لم يسمون اي دولة مع طرحهم مقترحات عمان او غيرها، يصر ناشطي الاصلاح الذين يطلقون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي  تحت وسم "مسقط مصدر حل لليمنيين" ويحاولون تسويق الدور العماني المحايد في الملفات بما فيها الحرب على اليمن،  على أن تكون السلطنة ملتقى لأي حوار يمني – يمني، لكن ما لم يفهم حتى الان أن هذه الدولة التي ظلت لسنوات محل اتهامات "الاخوان" وناشطيهم تستهوي افئدتهم الأن فما ابعاد اصرار الاصلاح على استضافة عمان للحوار  بين اليمنيين؟

من الناحية الواقعية، يدرك الحزب بان علاقة السلطنة مع الاطراف اليمنية بشمالها وجنوبها شرقها وغربها متوازنة ويمكن أن تقود في نهاية المطاف إلى نتائج ملموسة في وقف الحرب التي  تدخل بعد ايام قليلة عامها الثامن،  فالسلطنة التي تستضيف وفد انصار الله تربها بالحركة علاقة جيدة كما هو الحال مع بقية المكونات التي لم تتخذ اي اجراء ضدها رغم الحملات الاعلامية ضدها، اضافة إلى العلاقات المتينة بين الاطراف الاقليمية والدولية  وهذا كفيل بالمساهمة بتهيئة اجواء وتقارب يمني مع تحجيم الأجندة الخارجية.

وبغض النظر عما اذا كان الاصلاح يسعى من خلال مناهضة لقاء الرياض  للوصول إلى حل سياسي ، ثمة اهداف اخرى يسعى الحزب لتحقيقها  ايضا بشكل خاص ، لاسيما أن حملة الاصلاح على لقاء الرياض المتوازي مع استحضار قياداته للملفات التي  تورطت السعودية بها وابرزها جمعة الكرامة التي المح النائب عن الحزب شوقي القاضي إلى تورط الرياض وقبلها ملفات النفط والغاز التي تستحوذ السعودية على 63% منها ومنعها استخراج النفط اليمني لعقود قادمة باتفاقيات مع قوى كبرى  إلى جانب  الهجمات الجوية على قواته في اكثر من منطقة ..

بعيدا عن نقاط التقارب بين صنعاء وبقية الاطراف اليمنية بموضوع  نقل اية لقاءات يمنية إلى خارج الرياض، ثمة نقاط اختلاف فتمسك صنعاء  بدولة محايدة نابع من مبدأ أن السعودية طرف في الحرب على اليمن ، وهذا مغاير للإصلاح الذي انخرط في الحرب لصالح الرياض  ولديه اجندة ومصالح من مطالبه، لكن أيا تكون اهداف الحزب سيضطر في نهاية المطاف الاذعان للرغبة السعودية وستتقاطر قياداته تباعا  إلى الرياض ما دام وقد حركت السعودية السوط في ظهره بغارات على فصائل الحزب بمأرب   وهذا مخالفا لصنعاء التي اطلقت توا عملية واسعة  على السعودية كترجمة  لدعوة الرياض للأطراف اليمنية للحضور إلى بيت الطاعة  وكأن سنوات الحرب الماضية والتضحيات مجرد مغامرة فقط لا دفاع  عن سيادة واستقلال البلاد.