تضاؤل فرص انعقاد الرياض يدفع السعودية للخطة "ب" – تقرير

خاص – YNP ..

تكثف السعودية حراكها الدبلوماسي  والسياسي ، وتلوح بخيارات العصا والجزرة في وجه اتباعها من القوى اليمنية، مع اقتراب  موعد لقاء الرياض وسط مؤشرات كبيرة على مقاطعته حتى من قبل من تعتقد الرياض انهم كانوا يوما في صفها، فما ابعاد فشل اللقاء؟

على الصعيد الدبلوماسي، استنفرت السعودية خلال الساعات الماضية المبعوث الدولي  للتواصل مع من تصفهم بـ"الحوثيين" وقد اظهرت تقارير عرضها امتيازات غير مسبوقة على الاقل لدفع حركة انصار الله نحو القبول بهدنة مؤقتة، وكذا اوفدت  المبعوث السويدي  إلى ابوظبي لإقناع اتباع الامارات بالمشاركة  إضافة إلى الحراك الذي يقوده المبعوث الأمريكي من العاصمة الرياض..  كما أن  تهديد السعودية بقطع الوقود عن السوق الدولية ببيان وزارة الخارجية حول ما وصفته اخلاء مسؤوليتها عن  نقص الامداد فسر من قبل خبراء ومقربين على انه بمثابة ضغط على اطراف دولية وتحديدا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لإيجاد مسار  بإنجاح اللقاء المرتقب في الرياض  ..  هذا الحراك يأتي  بموازاة  تهديد تارة ووعيد في اخرى  للقوى الموالية لها وعلى راسها الاصلاح الذي ابدى امتعاض وتجاهل حتى  التعليق على الهجمات الجوية لصنعاء والتي استهدفت المدن السعودية، ففي الوقت الذي عرضت فيه السعودية مبالغ مالية تقول التقارير بانها تصل إلى مليون ريال سعودي  لرئيس الوفد ونصفه لنائبه و50 الف ريال للمشاركين العاديين،  لوحت بخيار الترحيل لقيادات "الشرعية"، ولم تقتصر فقط بل دفعت استخباراتها لاطلاق هشتاق ترحيل اليمنيين من السعودية  في محاولة ضغط على القوى التي تطالب بتحسين الوضع الاقتصادي اولا على الاقل لحفظ ماء وجه تلك القوى التي ستنقاد إلى اللقاء    في الوقت الذي يرزح فيه الملايين تحت خط المجاعة، والتلويح بترحيل المغتربين لطالما حركتها السعودية  في مواطن عدة وتستخدمها كورقة للضغط بإغراق البلد الفقير اقتصاديا.

هذه التحركات  تكشف مخاوف السعودية من فشل اللقاء وهي بذلك تستند إلى مواقف القوى الموالية لها والتي ابدت امتعاض  منه وشككت فيه بل وحذرت من ما  مخططات تقسيم جديدة ، لكن  رغم ذلك لا يبدو بان السعودية قد تتجه لتغيير موعد اللقاء الذي حددته في التاسع والعشرين من الشهر الجاري  أو تغيير مقره من الرياض ، فأي خطوة بهذا الاتجاه ينسف مساعي  السعودية لإبقاء نفوذها على اليمن  ويقلل من قيمتها اقليميا خصوصا في ظل الانتصار الذي حققته ايران بإجبار الولايات المتحدة على منحها صفة القوة النووية مجددا،  وحتى لا تبدو الرياض التي تزعم منذ 7 سنوات  دعم "الشرعية" في موقف محرج، تحاول الان استدعاء شخصيات  من خارج نسق القوى السياسية والاجتماعية ، وقد خصصت معظم مقاعد اللقاء لنساء وكرس محمد ال جابر السفير السعودي لدى اليمن نفسه خلال الايام الماضية للتواصل شخصيا مع ناشطات و متفرغات في الخارج لحضور اللقاء ، إضافة إلى حديث  شخصيات اعلامية سعودية  عن استدعاء اشخاص بصفة شخصية من محافظات عدة وبمناصفة بين الشمال والجنوب في الوقت الذي قللت فيه نسب مشاركة الاحزاب والقوى ورفضت تمثيل قوة بعينها للجنوب أو الشمال، وهي بذلك تسعى  لتحقيق  عدة اجندة ابرزها  تجاوز  حسابات الأحزاب والقوى الموالية لها في اعتراض اجندتها   هذا من ناحية ومن ناحية اخرى تلافي اي عيوب غياب بعض القوى بإظهار الحشد بكامل الصورة..