التحالف يحوّل عدن إلى بؤرة للانحلال الأخلاقي والجريمة المنظمة

YNP -  إبراهيم القانص :

المشهد الأمني في مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية، الواقعة تحت سيطرة التحالف والشرعية، يزداد انحداراً إلى مستويات مرعبة، ومن المؤكد أن تأثيراته وتبعاته أشد وطأة من الوضع الاقتصادي والأحوال المعيشية التي أوشكت على الوصول بالأهالي إلى قعر المجاعة،

فمنذ سيطرت قوات التحالف على عدن وما جاورها أواخر عام 2015م، بعد انسحاب الحوثيين منها، حرص التحالف على تحويل الحياة اليومية هناك إلى كابوس مرعب، حيث بدأ منذ ذلك الحين مسلسل رعب عُرفت حلقاته الأولى باغتيالات والاختطافات شبه اليومية، ولا يبدو أن لهذا المسلسل نهاية، خصوصاً أن التحالف أعدّ سيناريو محكماً ليصبح الإيقاع اليومي للحياة محصوراً بين اغتيالات واختطافات وتعذيب واغتصابات وانتشار مخدرات، وهي المشاهد التي لا يرى الأهالي غيرها منذ خضعت عدن لسيطرة التحالف والفصائل العسكرية التي أنشأها ودربها ويتولى تمويلها حتى اللحظة، وكانت مهمتها العبثية سهلةً جداً بعد ما أزاح التحالف من طريقها ما كان يفترض أنها مؤسسات عسكرية وأمنية رسمية، حيث انتزع منها كل صلاحياتها وترك الأمور تموج على يد صانعي الفوضى ومنفذي خططها، حسب ما أرادته قيادة التحالف لتلك المناطق.

 

خلال الأيام القليلة الماضية، انكشفت جريمةُ تعرّضِ طفل لم يتجاوز عمره أحد عشر عاماً لجريمة اغتصاب بشعة، أثارت استياء وسخط ورعب الأهالي في مدينة عدن، التي تحكمها فصائل ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تموله الإمارات، وحسب ناشطين حقوقيين فقد أقدم أربعة أشخاص على اغتصاب الطفل في منطقة البريقة، مهددين إياه بالقتل إذا ما أفصح لذويه عن الجريمة التي تعرض لها.

 

الناشطون أشاروا إلى أن أُسرة الطفل المجني عليه أبلغت السلطات المحلية، بالإضافة إلى وجود أدلة صوتية ومرئية، كون الجناة صوروا الطفل الضحية، إلا أن المسألة توقفت عند القبض على اثنين من المتهمين وفرار البقية، ولا يُستبعد أن يُخلى سبيل المقبوض عليهما بمجرد دخول نافذين في القضية يأتون لانتزاع المقبوض عليهما بالقوة من يد الجهات المعنية، كون ذلك أصبح عُرفاً سائداً يحكم المدينة، ويرى مراقبون أن عدد الجرائم التي تفلت من العقاب أكثر بكثير من الجرائم التي يُعاقب عليها، بل إنها أصبحت في حكم النادر جداً، هذا بدون الحديث عن الجرائم المجهولة والخفية التي لا يجرؤ ضحاياها أو ذووهم على الإبلاغ عنها، خوفاً من الانتقام، وليقينهم أنهم لن يجدوا من يحميهم أو ينصفهم، منذ أن أصبحت بلادهم تُحكم وتُدار من خارجها وبغير أهلها.

 

ويرجع مراقبون الفوضى التي تجتاح مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية، إلى مخططات أعدها التحالف مسبقاً وبعناية فائقة لتحويل تلك المناطق إلى بؤر للجرائم الأخلاقية والجنائية، خصوصاً بعد ما جعلها مفتوحة على تجارة وترويج المخدرات، حيث تتزايد أعداد الشباب المتعاطين والمدمنين يوماً بعد آخر، وهي أسهل وسيلة اتخذها التحالف لتسهيل أطماعه التوسعية في تلك البلاد الغنية بثرواتها ومواقعها الاستراتيجية المهمة، حسب المراقبين.