سوء تقدير سعودي لمبادرة صنعاء – تقرير

خاص – YNP..

مجددا ، تفسر  السعودية  مبادرة صنعاء للسلام  بصورة خاطئة ، مع أنها اصبحت اكثر من غيرها  تدرك العواقب، فهل تنصاع الرياض للسلام اليمني أم أن الغرور سيغرقها في مستنقع لا طاقة لها به؟

بعد ساعات قليلة على اعلان صنعاء مبادرة السلام في خطاب الرئيس مهدي المشاط بالذكرى السابعة لـ"الصمود" كثف التحالف غاراته  على المدن اليمنية ، فجدد استهداف العاصمة صنعاء واستهدف بعدة غارات لليوم الثاني مدينة الحديدة .. هذه  الغارات تزامنت ايضا مع تصعيد  ميداني في جبهات القتال بحرض ومأرب وهي انعكاس  لرغبة التحالف باستمرار الحرب  والتي يحشد لها حاليا من الرياض بلقاء على مستوى القوى الموالية له ويهدف من خلالها لإعادة هيكلتها وبما يسمح له مستقبلا بالتصعيد ..  كان يفترض أن يلتقط التحالف  المبادرة اليمنية والتي حدد الرئيس المشاط اطارها بوقف الاق النار  لثلاثة ايام لتشمل الهجمات على السعودية وحتى القتال عند مدخل مدينة مأرب الجنوبي،  مع امكانية توسيعها بشكل دائم  في حال وافقت السعودية على مطلب رفع الحصار  وانهاء "العدوان" وهذه المبادرة تنطلق من اعلى هرم القيادة في صنعاء وقد ذكرها قائد حركة انصار الله عبدالملك الحوثي وهي  اختبار حقيقي  لمدى جدية التحالف الذي يحاول تسويق مزاعم  رغبته بالسلام بناء على حشد هوامشه اليمنية إلى الرياض، لكن كما يبدو من تعليقات   منظري السياسة الخارجية للسعودية  على المبادرة يبدو بان ثمة قصور فهم وقد فسروها  على انها خشية صنعاء  من العملية التي اطلقها التحالف مؤخرا في اليمن متناسين  عشرات الالاف العمليات التي اطلقت على مدى السبع السنوات الماضية من  عمر الحرب على اليمن ولم تأبه لها صنعاء او تهتز شعره منها لهذه الحرب التي استهدفت كافة مقومات الحياة ولم يعد ثمة ما يخسره اليمنيين.. حتى الأن لا يزال الوقت مبكرا على توصيف التفاعل السعودي مع المبادرة مع أن ثمة مؤشرات على إمكانية قبول الرياض بها في ضوء التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الايراني والذي تحدث بطلب السعودية وساطة مع "الحوثيين" وحتى انتهاء الايام الثلاث التي حددها المشاط  في خطابه كمهلة من طرف واحد،  سيكون على السعودية الان وقبل اي شيء مراجعة الحسابات بدقة  عالية فلا مجال هذه المرة لسوء الفهم والتفسير الخاطئ، وقد  حدد قائد انصار الله  اثنين من اهم مسارح العمليات العسكرية التي ستكتوى السعودية وحدها بنيرانها  مع حديثه في كلمته الأخيرة  بتكثيف تطوير القدرات الجوية في اشارة إلى أن المعركة المقبلة ستكون الاراضي السعودية بعمقها الاستراتيجي  مسرحها وكذا البحرية وبما يوحي بأن  اهم ممرات تصدير النفط السعودي قد يتحول إلى جحيم ايضا لابتلاع سفنها ونفطها..  أيا يكون الرد السعودي على مبادرة صنعاء،  تكون الأخيرة قد حققت من خلال اعلانها الموثوق  بعملية هجومية غير مسبوقة اشتعلت نيرانها في عموم المدن السعودية  العديد من المكاسب، فهي من ناحية سياسية اسقطت مناورة السعودية بالادعاء عن رغبتها بالسلام ومحاولة تجريم خصومها في اليمن عبر  تصويرهم كرافضين للحل السياسي،  أما من الناحية العسكرية فتكون صنعاء بهذا الاعلان قد رفعت العتب الدولي  عن عملياتها التي يؤكد مسؤوليها بانها ستكون اقوى واقسى  رد ..