تصفير سعودي لأدوات الحرب في اليمن – تقرير

خاص – YNP ..

قبيل ساعات على انطلاق  مشاورات القوى اليمنية الموالية للتحالف  في العاصمة السعودية، كشف مجلس التعاون الخليجي وعلى لسان  امينه العام المساعد عبدالعزيز العويشق بان الهدف تصفير الحرب  على اليمن ، فماذا يعني  ذلك في ظل رفض القوى الرئيسية ومقاطعة القوى الموالية؟

المشاورات التي  تنطلق اليوم  "بمن حضر"  تركز من خلالها السعودية على 6 محاور جميعها تتمحور حول الفصائل الموالية له، وابرزها توحيد تلك الفصائل تحت وزارتي الداخلية والدفاع في حكومة هادي واجراء تغيرات رئيسة على "الشرعية" قد تطأل الرئيس   أو نائبه على الاقل، إضافة إلى تقليص نفوذ القوى التقليدية عليها ممثلة بالإصلاح.. أما الجانب المتعلق بالتعافي الاجتماعي والسياسي فهي تقصد بذلك  دمج المكونات الجديدة في بوتقة "الشرعية" القديمة وبما يسمح للقوى الجديدة بقيادة المرحلة المقبلة..

هذه التوليفة التي حرصت السعودية على انجاها باستدعاء مشاركين من خارج بوتقة اطراف الصراع   بتخصيص اكبر المقاعد للنساء والناشطين والاعلاميين  في اشارة إلى مساعي الرياض تمرير اجندتها بعيدا عن نفوذ القوى السياسية التي اعتادت كل مرة المناورة بحجمها وتأثيرها مستفيدة من الحشود التي تدعوها باسم تيارات مستقلة واخرى موازية،   لا تنبئ باستقرار على المدى القريب ولا برغبة سعودية  للسلام، على الرغم من محاولة العويش تفسيرها على أنها محاولة لإعادة الوضع إلى ما قبل الحرب التي قادتها السعودية بمشاركة 17 دولة  في مارس من العام 2015.

حتى الأن تبدو المرحلة التي سترسمها مشاورات الرياض قاتمة حتى على مستوى مناطق "الشرعية"  فالإصلاح اكبر القوى الموالية للسعودية يحاول الان ارباك المشهد بتحركات  برزت في شبوة حيث شدد قبضته على مناطق النفط غرب المحافظة وضمها إلى سلطته في مدينة مأرب وقبل ذلك اعلان  الاقليم الشرقي على لسان رئيس فرعه في حضرموت صلاح باتيس ، والأهم ما صدر خلال الساعات الماضية  باسم "مجلس سبأ "الذي اسسه الحزب وقياداته  في حافظات مأرب والجوف والبيضاء ، وجميعها الغام يزرعها الحزب في طريق اية مخرجات وقد تمهد الطريق لتفجير حرب واسعة بغية خلط الاوراق .. على الجانب الاخر  بدا المجلس الانتقالي  نقل اسلحته بعيدا على الاضواء في اشارة إلى رفضه المخرجات التي قد تتضمن تسليم اسلحته لخصومه المرتقبين والذين سيستحوذون على الحقائب السيادية الهامة كالدفاع والداخلية..  ناهيك عن اطراف جنوبية بدأت تراجع حساباتها على ضوء استبعادها من المشاورات وابرزها قوى الحراك التي رحبت بمبادرة صنعاء للسلام في اشارة واضحة برغبتها التحالف معها لمواجهة الواقع الجديد الذي يحاول التحالف  فرضه  ..

قد تحاول السعودية ابدئ نفسها اعلاميا كراعي لمفاوضات  في اليمن  قد تنطلق لاحقا ، لكن بكل تأكيد لا علاقة لما يدور  في الرياض حاليا بالسلام فغياب هادي وكبار قادة "الشرعية"  وكذا قادة الاحزاب الموالية للتحالف بما فيهم امناء عموم  يشير إلى أن العملية برمتها اعلامية لا اكثر  ومحاولة للظهور بمبدأ القوى  استعدادا لاستحقاقات قد تقودها اطراف دولية..