الهدنة تعري تجار الحرب في اليمن - تقرير

خاص – YNP ..

مع دخول هدنة الشهرين في اليمن، يومها  الثالث، تتكشف الاطراف الرافضة للسلام في هذا البلد المطحون بالحرب والحصار ، وتتعرى دوليا واقليميا ، فكيف بدأت اليمن  في ظل الهدنة ومن هي الاطراف التي تحاول نسف احلام اليمنيين بالدفع نحو سلام شامل؟

الهدنة التي اعلنها المبعوث الدولي  إلى اليمن، هانس جرودنبرغ ،  قبل ايام، وتتضمن وقف العمليات العسكرية في الداخل والخارج، إضافة إلى  رفع جزئي للحصار المفروض منذ 8 سنوات، رغم انها كما يقول عضو وفد صنعاء المفاوض عبدالملك العجري لا تلبي الجزء اليسير من حاجة وتطلعات اليمنيين، الإ أنها مرت مع قبول صنعاء الطرف الاقوى على الارض عليها، ولا تزال الهدنة صامدة رغم محاولات  نسفها.. اعلنت صنعاء رسميا وعلى لسان متحدث قواتها العميد يحي سريع  تنفيذها للاتفاق الذي ابرم بين الرياض وصنعاء في العاصمة العمانية مسقط وحتى التحالف في بيان لمتحدثة اكد ذلك، لكن ثمة اطراف اخرى  على الارض  يبدو بأن الهدنة تثير قلقها وتقض مضاجعها فقط لأنها سمحت لليمنيين بتنفس  الصعداء بعد 8 سنوات من الحرب والتدمير والقتال.. وبدون مسميات  يرسم الوضع  على الارض خارطة تلك الاطراف، ففي مأرب  صعدت الفصائل التابعة لحزب الاصلاح هناك محاولة استغلال الهدنة ومنذ اللحظات الاولى لدخولها، ولم تكتفي على مهاجمة مواقع قوات صنعاء  بل ايضا طلبت من التحالف، كما يؤكد مسؤوليها، استئناف الطلعات الجوية هناك..  هذه التحركات ليس خوفا على مدينة مأرب التي اصبحت تحت مرمى نيران صنعاء  كما تحاول تلك الاطراف تبرير تصعيدها،  بل تعكس مخاوف  هذه الاطراف من أن تؤدي  الهدنة  لسلام شامل  ينهي نفوذها وتجارتها الرابحة في حرب اليمن  خصوصا وأن تنظر لمصالحها تذوب كفص ملح  على واقع مشاورات الرياض التي قد تمهد لسلام  شامل في حال تحققت الارادة السعودية في ذلك.

وبغض النظر عن الاصلاح وعلي محسن، قائد جناحه العسكري، والذي اوعز لذبابه الالكتروني  بمهاجمة الهدنة والتقليل منها حتى وصل بصحيفة "اخبار اليوم" المملوكة له بوصف  الهدنة بـ"الخديعة" مع أنه كان من باب اولى دعم الهدنة لإنهاء معانة اليمنيين، ثمة اطراف اخرى يبدو بانها  تسعى للدخول في سوق الحرب بقوة، وابرزها الفصائل الموالية  للإمارات في الساحل الغربي والتي واصلت خروقاتها على كافة جبهات القتال ، وتطمح لتسويق زعيمها الجديد طارق صالح كبديل للقوى القديمة والمستنزفة..  اضف  إلى ذلك المجلس الانتقالي الذي يشعر  بابتلاعه في مشاورات الرياض ويحاول بشتى الطرق الخروج من المأزق بنسف الجهود الدولية..

بغض النظر عن مواقف الفصائل والاطراف الموالية للتحالف ومحاولتها التصعيد على اكثر من جبهة بدافع تحقيق المكاسب   ستبقى الهدنة صامدة كون الاتفاق لم يكن مع تلك الفصائل التي فقدت مصالحها بل مع رعاتها في الرياض ، وما دامت الأخيرة ترسل رسائل ايجابية بشان تمسكها بالهدنة باعتبارها خيار للخروج من مستنقع اليمن  فلن يغير تصعيد الاتباع من شيء على واقع الارض وسير العملية السياسية.