الصحافة الرمضانية للشرعية تجمّل صورة التحالف ببؤس اليمنيين

YNP -  إبراهيم القانص :

تخفيف الأزمة الإنسانية في اليمن، شعار ترفعه السعودية بالتزامن مع أي تحرك تتبناه ظاهرياً فقط لتقدم نفسها حمامة سلام، مثل مشاورات الرياض التي تحاول المملكة من خلالها النأي بنفسها عن كونها المتسبب الرئيس في الأزمة الإنسانية التي ترفع شعارات التخفيف منها، بتقمص دور الوسيط لحل ما تطلق عليها (النزاع بين اليمنيين)، مستندةً إلى آلة إعلامية ضخمة تروّج لها ما تدعيه وما تضلل به الرأي العام، سواء في الداخل اليمني أو الإقليمي والعالمي، خصوصاً الأبواق الإعلامية التابعة لها داخل مناطق سيطرتها في اليمن، رغم معرفة الجميع ويقينهم أن المملكة هي من تسببت بالأزمة الإنسانية وهي التي تفاقمها في اليمن.

 

وفي وقت تغلف السعودية مشاورات الرياض التي دعت إليها وبدأت تحت إشرافها، بعناوين من ضمنها تخفيف الأزمة الإنسانية في اليمن؛ دعمت المملكة جمهورية مصر بخمسة مليارات دولار، كوديعة لبنكها المركزي، بينما اقتصر الدعم الذي تدعيه لليمن على إحدى عشرة قاطرة محملة بالتمور، والتي كان نصفها منتهي الصلاحية، حسب ما نشره القيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني، على منصة تويتر، وكأن الاحتياج الرئيسي الذي يؤرق حياة اليمنيين هو التمر.

 

الحشد الإعلامي والضجيج الذي يترافق مع ما تطلق عليه السعودية والإمارات "مساعدات إغاثية" لليمنيين خصوصاً في شهر رمضان، يصمُّ الآذان، ويضاعف أرقام وكميات ما يتم تقديمه، الأمر الذي أثار استياء متطوعين يعملون في مجال الإغاثة، حيث أبدوا انتقادهم للمبالغات التي تتعمدها وسائل إعلام الشرعية والانتقالي على حدٍ سواء، في ما يخص المساعدات التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة ومثله الهلال الأحمر الإماراتي، مؤكدين في منشورات على مواقع التواصل أن ما يتم تقديمه في الواقع أقل بكثير من حجم التهويل والمبالغة وكيل المدح والثناء، موضحين أن وكالة الأنباء سبأ التابعة للشرعية تعاملت مع ستمائة سلة غذائية تم توزيعها في محافظة تعز على أنها أكثر من ستة وأربعين طناً وزعت لأكثر من ثلاثة آلاف وستمائة شخص، ومثلها وسائل إعلام المجلس الانتقالي، التي تحدثت عن مئات الأطنان من المساعدات الغذائية التي خصصها هلال الإمارات لخمس محافظات هي: حضرموت وشبوة وتعز والحديدة وسقطرى، بينما الحقيقة أنها لا تتجاوز ألف سلة غذائية لكل محافظة، مؤكدين أن ذلك سلوك درجت عليه الرياض وأبوظبي لتحسين وتجميل صورتيهما، وغطاء يخفي حقيقة أنهما السبب الأول والرئيس لكل البؤس الذي يعانيه اليمنيون، خصوصاً في مناطق سيطرتهما.

 

رئيس حكومة الشرعية ووزراء ووكلاء محافظات ومسئولون من فئات مختلفة موالون للتحالف، تصدروا حملة إشادات ومدائح مطوّلة على وسائل إعلام سعودية، منها صحيفة عكاظ، لما أطلقوا عليه "الدعم المستمر" من السعودية للشعب اليمني، في وقت تشهد اليمن أزمة اقتصادية خانقة ووضعاً معيشياً صعباً غير مسبوق، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف، وعقاباً جماعياً على المستوى الخدمي، ورغم أن عدداً من مسئولي الشرعية اعترفوا بأن السعودية والإمارات تسببتا بشكل مباشر في كل ما وصل إليه اليمنيون من ضائقة معيشية واقتصادية بسبب حصارهما المطبق على الموانئ والمطارات والمنافذ البرية اليمنية وعسكرة عدد منها؛ إلا أن كثيراً من أولئك المسئولين لا يزالون تحت وطأة الولاء المطلق للتحالف، طمعاً في عطاياه ووعوده لهم بالمناصب والترقيات، حتى وإن كانت تلك الوعود والمكاسب الشخصية على حساب شعب بأكمله.