اليمنيون يُجمِعون على أن التحالف يعمق تقسيم اليمن بعناوين مختلفة

YNP -  إبراهيم القانص :

المساعي السعودية المبذولة مؤخراً، على صعيد تورطها في الحرب على اليمن، والمأزق الصعب الذي أصبحت عاجزة عن الخروج منه، تبدو وكأنها محاولة أخيرة لتعميق ما بدأته منذ بدئها الحرب من تقسيم وتشظية اليمن لإضعافه،

حتى تتمكن من تنفيذ مخططاتها وتنفيذ أهدافها بسهولة، حيث ظهر هذا التوجه في تكريس الفرقة والشتات حتى بين المكونات والفصائل التابعة لها والتي تقاتل في صفوفها منذ البداية، ويتضح ذلك من إطاحتها بحزب الإصلاح الذي كان أهم مكون يمني مؤيد لها، ومبارك لحربها على اليمن، وحشد كل مقاتليه وإمكاناته للوقوف في صفها، ولا يزال مقاتلوه يتمترسون في مختلف الجبهات سواء في مارب أو غيرها، وهو الأمر الذي أوصل غالبية اليمنيين، بمن فيهم قيادات وأفراد وناشطون مؤيدون للتحالف، إلى قناعة مفادها أن تقسيم وتشظية اليمن، وأن الهدف واحد في شماله وجنوبه بالنسبة للسعودية.

 

الوزير السابق للنقل في ما كان يسمى "الشرعية"، صالح الجبواني ذكر أن السعودية والإمارات تسعيان لتفكيك اليمن بعد سيطرتهما على المحافظات الجنوبية، مؤكداً في تغريدة على تويتر أن ما اسماه "مشروع التفكيك سيصل في النهاية إلى التقسيم، موضحاً أن هذا المشروع لا يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، واصفاً إياه بأنه مجرد أداة، مشيراً إلى أن الإمارات هي من تعمل على ذلك المشروع باتفاق ودعم كامل من السعودية، وأن الدولتين ستعملان على إنجاحه، لافتاً إلى أن الإمارات مصممة على الظفر بالجنوب، وخلقت الأدوات لتحقيق ذلك، أما السعودية فهي تحتاج إلى يمن مقسم وضعيف، حسب تعبيره.

 

في السياق، ذكر القيادي الحوثي محمد البخيتي، في تغريدة على تويتر، أن أكثر ما يزعج السعودية هو دعوة صنعاء وحرصها على وحدة الصف الوطني، ومد يدها للقبائل اليمانية على امتداد الجزيرة العربية، مضيفاً أن بريطانيا قوّضت سلطات قبائل شمر ويام والعجمان وآل مرة، التي كانت تهيمن على معظم شبه الجزيرة العربية، وبدعم من آل سعود، في إشارة إلى سعي التحالف من خلال الحرب على اليمن إلى تمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء المجتمع اليمني، وتعميق وإحياء الانقسامات المناطقية والمذهبية.

 

وأكد البخيتي، في تغريدة أخرى، أن توحيد الصف أصبح الخيار الوحيد للحل، موضحاً أن دول التحالف لن تسمح بحوار يمني يمني خالٍ من التدخلات والتأثيرات الخارجية، معتبراً ذلك تعارضاً مع مصالحها، وهو ما اتضح من مشاورات الرياض التي كانت حصرية على أدوات التحالف وأتباعه، وكان الغرض منها إعادة قولبة المكونات التابعة للتحالف وتوجيهها لاستكمال مخططات تقسيم اليمن، وإن كانت العناوين الظاهرة مغايرة لما يحدث في الواقع فهي أسلوب درج التحالف على استخدامه منذ بدء حربه على اليمن، الأمر الذي دفع بقيادات جنوبية، منها القيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني، وغيره، إلى توجيه دعوة إلى صنعاء من أجل توحيد اليمنيين وتحقيق السلام في اليمن بعيداً عن أي تدخل خارجي، وهو ما يشير إلى فقدان اليمنيين بمختلف فئاتهم الثقة تماماً في التحالف وأدواته بعد انكشاف كل نواياه وأهدافه الحقيقية.