تعويل سعودي على حرب جديدة في اليمن – تقرير

خاص – YNP ..

مع اقترابها من وضع اللمسات الأخيرة   لنهاية حقبة صراع  دامت لسنوات  بين الفصائل الموالية لها في اليمن،  أو بالأحرى التابعة لها ولحليفتها الصغيرة  الإمارات وحتى قطر ،    تدفع السعودية نحو تصعيد الوضع  في هذا البلد، الذي تدخل الحرب والحصار  عليه عامها الثامن،  متدثرة برداء السلام.

سياسيا، نجحت السعودية ، بفضل هيمنتها على القوى اليمنية الموالية وانغماس الاخرى بالفساد، من فرض واقع جديد انهت كافة الشعارات  فيه بالقوة  وصفرت عداد الصراعات أو بالأحرى اخفتها مؤقتا،  وقد اجبرت الجميع على التنازل وهددت من حاول المقاومة، وهي الأن على مرحلة اعتاب جديدة في اليمن لم تعرف ملامحها بعد وقد دفعت بكافة  القوى الموالية لها للعودة إلى عدن  المدينة الملغمة بالفصائل الانفصالية والتنظيمات الارهابية  و بدون حتى ترتيبات امنية ..  هذا النجاح هو انعكاس لتنازل سعودي للإمارات برز بتسليم عدن لإدارة امريكية بعد أن ظلت المدينة واحدة من اسباب ملفات الصراع بين الحليفتين،  واصبحت الأن المدينة تحت حماية القوات الامريكية التي شوهد عناصرها في شوارع المدينة  ويشرف على ملفها السياسي والاقتصادي مسؤولي القسم السياسي والعسكري بالسفارة الامريكية بدلا عن السفير السعودية والحاكم العسكري الاماراتي.

حتى الأن،  لم تسجل اية ردة فعل في عدن، رغم الانتشار المسلح لفصائل مناهضة لعودة السلطة الجديدة، ربما ذلك لأن من عادوا حتى الأن لا يرتقوا إلى المستوى المطلوب  أو ربما لاستمرار الترتيبات لتوجيه ضربة، لكن المؤكد بأن   الوصول لن يدم طويلا  سواء  بسبب تردي الوضع امنيا هناك أو بقرار من السعودية التي تحاول اضفاء هالة اعلامية بنجاحها توحيد فصائلها  وبدأت حاليا  تسويق  انباء عن نيتها  اعادة توزيع المسؤولين وتحديدا البرلمان على دول وبما يسمح لهم بعقد جلسات عبر دائرة  تلفزيونية مغلقة نظرا لغياب السكن..

وبغض النظر عما ينتظر هؤلاء مع عودة تحرك القوى المناهضة لهم جنوبا، تشير التحركات السعودية بأن ها تسعى من خلال هذه القوى لشرعنة حرب جديدة   ظاهره يمنية – يمنية، وباطنه  دافع سعودي   لإطالة الحرب، فالرياض التي مولت حاليا انتشار امريكي متعدد الجنسيات في البحر الأحمر ، تحاول توحيد الفصائل الموالية لها، في حين ترتفع لهجة وسائل اعلامها الرسمية  بالتلويح بالحرب كخيار ، وهذا ناتج من استمرار عرقلتها تثبيت هدنة الشهرين ..

قد تمنح  التحولات الاخيرة في المشهد اليمنية وتحديدا بشقه المدعوم سعوديا الرياض  نشوة بإمكانية تغيير حظها العاثر منذ 8 سنوات، لكن الحقيقة إن كل ما  يجرى مجرد اوهام تحاول  السعودية غزلها إلى حقيقة، فالقوى اليمنية التي قاومتها لـ8 سنوات باتت الأن كما يقول قيادتها اقوى من ذي  قبل ولديها من السيناريوهات مالم يخطر على بال التحالف ، والفصائل التي تعول عليها السعودية لا تزال هشة   ومنقسمة وقد تتحول الجبهات إلى مجرد ساحة اخرى للتصفيات خصوصا في ظل  فشل مساعي دمجها  أو حتى توحيدها بغرفة واحدة ..