المجلس الرئاسي" يبدأ تنفيذ ما كلّفه به التحالف بإسقاط "الوحدة اليمنية" 

YNP /  إبراهيم القانص -

المغالطات السعودية بشأن تشكيلها مجلس قيادة رئاسياً، بدأت تتكشف عن حقائق لا صلة لها بالحملات الإعلامية الترويجية التي سبقت ورافقت ولحقت مشاورات الرياض، والتي تمخض عنها تشكيل طاقم جديد تابع للتحالف ومكلف بمواصلة ما بدأه طاقم هادي المطاح به، وإنجاز ما فشل في إنجازه،

وكل ذلك لا يخرج ولن يخرج عن إطار مصالح السعودية والإمارات، ومن ورائهما القوى العالمية التي تتحرك الدولتان الخليجيتان أساساً لخدمة أطماعها القديمة والحديثة في اليمن، وفي مُقَدَّمِها الولايات المتحدة الأمريكية، التي أصبحت حاضرة فعلياً في الجغرافيا اليمنية، على امتداد مناطق سيطرة التحالف، خصوصاً داخل المياه الإقليمية لليمن في الحر الأحمر، وأيضاً كثفت تواجد قواتها البرية في عدن بحُجة حماية أعضاء المجلس الرئاسي الذين قدموا من السعودية بعد مسرحية تشكيله.

 

أهم بند في أدبيات تشكيل المجلس الرئاسي، والذي تزايد عليه الرياض وأبوظبي، إعلامياً فقط، وهو الوحدة اليمنية، إذ تحرص الرياض على إبراز هذا البند على اعتبار أن أي تحرك لها لا يتم إلا تحت غطائه، وهي مغالطة تذرّ بها الرماد على عيون من لا يزالون يثقون بها، وفي الوقت نفسه للظهور أمام الرأي العام العالمي بمظهر الراعية لليمن واليمنيين.

 

الغطاء الأهم الذي تخفي وراءه السعودية نواياها السيئة لليمن واليمنيين، انكشف في الحملة التي بدأها المجلس الانتقالي الجنوبي، الصنيعة الإماراتية التي تدعمها وتمولها أبوظبي حتى اللحظة، حيث تمثلت تلك الحملة في رفع أعلام التشطير والانفصال على أسطح المباني الحكومية ومنازل المواطنين في مدينة عدن.    

 

وحسب مصادر محلية، استكملت قيادات المجلس الانتقالي في عدن، رفع أعلام التشطير في تقاطعات ودوّارات عدن، وألزمت الأهالي برفع تلك الأعلام الانفصالية على أسطح منازلهم، في غالبية مديريات عدن، وخصوصاً المنازل التي تطل على الشوارع الرئيسة، مؤكدةً أن حملة رفع أعلام الانفصال وصلت إلى الطريق المؤدية إلى قصر معاشيق، مشيرة إلى أن القائمين على الحملة أكدوا اعتزامهم رفع الأعلام على سطح القصر نفسه، والذي يقيم فيه أعضاء المجلس الرئاسي، حيث يرى مراقبون أنه يدشن الأيام الأولى لإقامته في عدن بإسقاط الوحدة اليمنية، وهي أكبر خدمة يقدمها للتحالف كونها أضمن طريقة لتسهيل إنجاز أهدافه وتحقيق أجنداته في اليمن.

 

في السياق، أكدت مصادر متطابقة أن رئيس المجلس الانتقالي، الذي أصبح عضواً في مجلس الرياض الرئاسي، عيدروس الزبيدي، ألغى عبارة "الحفاظ على الوحدة اليمنية" من نص اليمين الدستورية التي أداها أعضاء المجلس، مشيرةً إلى أنه رفض إعادة أداء اليمين متضمنةً تلك العبارة، الأمر الذي اعتبره مراقبون وفاءً للتحالف والتزاماً من الزبيدي بتحقيق هدف مهم لمموليه الذين يُظهِرون غير ما يبطنون أمام الرأي العام، موضحين أن فرط في سيادة بلاده ورحب بوجود وتوافد قوات أجنبية من جنسيات مختلفة على أرضه، لا يهمه أن يكون أداة فاعلة في تمزيقها وتقسيمها.