كفارة ليمين الزبيدي الدستورية - تقرير

خاص – YNP..

اثار  رئيس المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال الجنوب، جدلا واسعا شمال اليمن وجنوبه، بعد ظهوره  خلال تأديته  اليمين الدستورية كعضو في ما يسمى بـ"مجلس الرئاسة" الذي  شكلته السعودية كبديل لسلطة هادي المعروفة بـ"الشرعية"،  واعادته إلى عدن ، المعقل الابرز للانتقالي،  فما ابعاد اجتزائه لليمين واسقاطه مفردات   منه؟

بمنصة يعلوها الطير  الجمهوري لليمن، وخلفيتها العلم اليمني ، وفوقها دستور الجمهورية اليمنية  او بالأحرى الجزئية الخاصة  بالقسم الدستوري لكبار مسؤولي الدولة  ،  وقف عيدروس الزبيدي  للمرة الثانية   لتأدية اليمين الدستورية كعضو في مجلس دولة  اليمن ، بجزئها التابع للسعودية.. ظهر مرتبكا وغير متماسك وهو يقراء على عجل  اليمين ويحاول تجاوز مفردات الوحدة والجمهورية  بصعوبة حتى وقد  ضجت القاعة بصراخ المناهضين لـ"سلقه" اليمين..

بالنسبة لكثيرين ممن علقوا على  خطوة الزبيدي فإن  تجاهله عبارتين في القسم  تجاوزا للدستور وكشفا لما يخفيه الرجل  الذي تؤمن فصائله  كبار الشخصيات  القادمة من اقصى  شمال اليمن،  وقد تكون مقدمة لسيناريوهات مروعة شارك الرجل في حباكتها على مدى العقود الماضية سواء  بصراعات الهوية التي اعقبت دولة الحزب الاشتراكي جنوبا أو  بمجزرة مشايخ القبائل في بيحان وما تلاه من تشكيل خلية اغتيالات جنوبا في اعقاب  الوحدة اليمنية ، وهي  ايضا بنظر اخرين محاولة  من الزبيدي للحفاظ على رباط جاشه أمام انصاره الذين  يشعرون الان بالخذلان بعد تضحيات جسيمة في سبيل وعود قطعها باستعادة الدولة   جنوبا، لكن الجزئية التي لم يفهما الكثيرين هو ان الرجل  كان واقعيا اكثر  من غيره وقد ادرك اخيرا بان الوليمة هي تقاسم مناطق نفوذه في الجنوب في ظل سيطرة قوات صنعاء على  الشمال   واستحالة  عودة القوى الموالية للسعودية إلى هناك  في ظل الصمود الاسطوري والمؤشرات عن مساعي التحالف للخروج من المستنقع  بطبخة من تحت الطاولة، وهذا يسقط عبارة الوحدة قبل غيرها، أما بالنسبة لإسقاطه لكلمة الجمهوري واكتفائه بالنظام فهو انعكاس طبيعي   لإدراكه  بان  عضوية المجلس الرئاسي مجرد منصب كلفه به كغيره من الاعضاء  سعادة دولة السفير السعودي الحاكم الفعلي لليمن ، محمد ال جابر.

 فعليا، لم تكن المرة الاولى التي يؤدي فيها  الزبيدي اليمين الدستورية للجمهورية اليمنية فقد سبق وأن حنث بيمينه كمحافظ لعدن، لكن  اسقاطه عبارات من اليمين الجديدة رغم موافقته على بيعة الرياض ،  محاولة لكفارة ذنوبه  السابقة اولا  و استعادة ثقة انصاره ثانيا بتصوير انتصاره وحجم الضغوط التي يتعرض لها  وقبل ذلك قطع الطريق على خصومه داخل السلطة الجديدة للانقضاض عليه ،  فما جرى وفق ما يراه جنوبين  مجرد تنطع لا اكثر ومغالطات يحاول من خلالها اغراق الناس بجدل عقيم ، مع أنه يؤكد بان شعار الدولة واستعادتها قد ولى إلى الابد.