هل تمدد الهدنة في اليمن ؟- تقرير

خاص – YNP ..

مع اقتراب هدنة اليمن من  نهايتها،  يثار السؤول  حول  ماذا بعد، ايمكن تمديدها، أم العودة إلى  مسلسل الحرب التي تدخل عامها الثامن، وما استحقاقات كل خيار؟

في ابريل الماضي، اعلن المبعوث الأممي هدنة لشهرين في اليمن، وذلك في اعقاب اعلان صنعاء  عبر مجلسها الرئاسي مبادرة لوقف القتال لعدة ايام قابلة للتمديد.. نجح المبعوث الجديد هانس جرودنبرغ  باستغلال مبادرة صنعاء للبناء عليها لهدنة مطولة لشهرين  بعد اقناعه وضغوط دول غربية على الاطراف الاقليمية بالسير نحو  هدنة .. حتى الأن تحقق عدة بنود  منها،  فتح ميناء الحديدة  أمام سفن الوقود رغم حالة الاعتراض المفاجئ ،  وفتح المطار ، وبدأت صنعاء مناقشة الرواتب ، وحتى المنافذ البرية يتوقع ان تحقق اختراق  وفقا لما تحدث به المبعوث الأممي خلال جلسته مجلس الأمن  الأخيرة، وهذه تقريبا اغلب ما تضمنته الهدنة التي نشرت صنعاء عبر وفدها المفاوض بنودها، لكن هل تكفي لأدامه وقف اطلاق النار أو البناء  لسلام شامل؟

اطراف اقليمية ودولية بدأت بالفعل بحث خيار ما بعد هدنة الشهرين،  والتقارير  الان تتحدث عن مشروع بريطاني-  امريكي،  للبناء على الهدنة لعام اخر ، وهذا المشروع بدأ مستشار الأمن القومي  الامريكي جيك سوليفان تسويقه من السعودية   ويناقش في اروقة الأمم المتحدة..

وبغض النظر عن اهداف امريكا وبريطانيا التواقتان اكثر من اي وقت مضى لإخماد الجبهة الخلفية في الخليج في ظل  اتساع رقعة الصراع مع روسيا في الجبهة الأمامية غرب،  وبما يسهل امدادات الطاقة التي تعد  نقطة ضعف الحلفاء ضد الروس،  ثمة تباينات في مواقف الاطراف المحلية   داخل اليمن، حيث يرى طرف موالي للتحالف بأن الهدنة لم تحقق له الكثير ، متجاوزا بذلك فرضيات التحالف واهداف ابعد من مكاسب سياسية ومحلية في اليمن،  وهذا الطرف رغم  ضعفه  سيحاول التصعيد بغية خلط الاوراق لتحقيق مكاسب مستقبلا،  كما أن  صنعاء وهي الطرف الاقوى في المعادلة  تبدي تذمرا من  الخروقات العسكرية  وتعطيل  بعض البنود ، إضافة إلى الاستفزازات المستمرة ومحاولة الطرف الاخر  التنصل من استحقاقات صرف المرتبات ، وهذه جميعها قد تفضي إلى  عدم تجديد الهدنة مستقبلا، كما يرى  احمد المؤيد، الخبير السياسي ، والذي يشير  إلى أن السعودية تطمح  لبقاء الوضع الراهن في اليمن على هيئة "هدنة لا مخترقة ولا محترمة" وبما يمكن الاطراف الخارجية من استمرار نهب مقدرات اليمن من النفط والغاز والتنصل من استحقاقات حتى صرف المرتبات.. يوافقه في ذلك وزير الخارجية السابق في نظام صالح وابرز اعمدة جناح صالح في المؤتمر  ابوبكر القربي وقد رأى بأن  السماح برحلة جوية أو دخول بضعة سفن وقود لا يؤسس لوقف دائم للحرب  مالم يتم  التوصل إلى اتفاق سلام شامل يحفظ لليمن وحدته وسيادته.

قد  تنسف الهدنة في اية لحظة نظرا لهشاشتها وقد تتمكن ضغوط دولية واقليمية من إطالتها، لكنها  بكل تأكيد لا تزال بحاجة لإعادة نظر في اركانها واضافة  المزيد من الاستحقاقات إلى بنودها في حال تم تمديدها وبما يعود على  البلاد بالخير والسلام.