"بن سلمان"  يشتري "تويتر" ويضيّق المسافة بين الوهْمِ والواقع لدى السعوديين

YNP -   إبراهيم القانص -

يسعى ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، إلى تضييق المسافة الفاصلة بين الوهم الذي يبيعه للسعوديين وبين الواقع الذي يجدون أنفسهم يتجرعون غصصه وفداحة حقيقته، فيما يخص الحرية والانفتاح بالقالب الذي اختاره الحاكم وليس ما كانوا يأملونه، مجبرين على التعايش مع تلك الكذبة كما لو كانت الحقيقة الأكثر تجلياً وثباتاً، فالاستقلال الذاتي الذي كان السعوديون يحلمون به، ورفعه ولي العهد شعاراً لمرحلته،

لم يكن سوى قالب للعبودية أكثر إجحافاً مما كان، فالشكليات التي تحمل عناوين الانفتاح على التطور والحداثة تم حصرها في مجموعة من السلوكيات اتضح أن هدفها في الأساس تدمير قيم وأخلاقيات المجتمع المحافظ والذهاب به بعيداً عن أعرافه المجتمعية المرتبطة بالدين كمجتمع مسلم، ليجد نفسه ورغم أنفه وعاء لتلقي ثقافة غربية لا علاقة له بها، وفي الوقت نفسه لا يجرؤ على انتقادها أو رفضها، وفعلياً بدأ ولي العهد في خوض حرب داخلية موجهة ضد حرية الرأي والتعبير، مستخدماً أشد أساليب القمع وأقذرها، من أجل إسكات الأصوات المناهضة لسياساته، ومنفقاً في سبيل ذلك ملايين الريالات من الخزينة العامة التي يفترض أن السعوديين أحق بها لتغيير حياتهم والارتقاء بها معيشياً واقتصادياً، كونها بائسة إذا قورنت بمستوى الثروات التي تملكها بلادهم.    

 

أنفق محمد بن سلمان- ولا يزال ينفق- أموالاً باهظة لاختراق حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تمثل الأصوات المعارضة والمناهضة لسياساته، وقد أوكل هذه المهمة إلى سعود القحطاني، الذي يصفه المعارضون والناشطون السعوديون بـ "مستشار المهام القذرة" لولي العهد، ومن ضمنها حساب "مجتهد" الشهير على منصة تويتر، وحسب شهادة للمسؤول السابق في الاستخبارات السعودية، سعد الجبري، أمام محكمة أمريكية، في إبريل 2021، فإن بن سلمان تفاخر أمامه بإسكات صوت حساب "مجتهد" مقابل مليون ريال سعودي دفعها ولي العهد، لـعميله في تويتر.

 

الكاتب السعودي المعروف تركي الشلهوب، في تعليقه على فضيحة ولي العهد وصفه بالفاشل الجبان وصغير العقل، قائلاً في تغريدة على تويتر: عليها بالقول: "تصوروا صغر عقل من يحكم المملكة.. ينفق الملايين لإسكات حساب في تويتر.. فاشل جبان"، وحساب "مجتهد" على تويتر هو الأكثر شهرةً بالتسريبات السياسية الخاصة بالسعودية، وتحديداً العائلة الحاكمة، والتي كثيراً ما تثبت صحتها، الأمر الذي جعل الحساب يحظى بتفاعل كبير في الأوساط السعودية.

 

وكانت السلطات السعودية جندت موظفاً في شركة تويتر، ودفعت له مبالغ كبيرة مقابل استخراج التفاصيل السرية لحسابات مستخدمي الموقع، الذين يعارضون النظام السعودي وينتقدونه، حسب تقرير لوكالة بلومبيرغ الأمريكية نشرته السبت الماضي، ويواجه الموظف السابق في تويتر أحمد أبو عمو، تهماً بمساعدة السعودية في قمع المعارضين، ومن المفترض أن تبدأ محكمة في سان فرانسيسكو بمحاكته في شهر يوليو المقبل، فيما يطلب محاموه محاكمة السعودية على انتهاكاتها لحقوق الإنسان وقمع المعارضين.