الصحافي صابر الحيدري .. ضحية جديدة لبرنامج العنف الإماراتي الممول في عدن

عرب جورنال / إبراهيم القانص -
تدور الحياة في عدن حول غياب كامل لكل ما كان جميلاً وإنسانياً، في فراغ امتلأ خوفاً ورعباً، إذ أصبحت المدينة لا تتنفس سوى رائحة الدم ولا تسمع سوى أنين الأرواح المظلومة التي تُزهق على يد بشر أصبحوا عاجزين عن كبح رغباتهم في إراقة الدماء وإزهاق الأرواح البريئة، حسب مخطط وضعته الإمارات منذ اللحظة الأولى لوصول قواتها إلى المدينة في أواخر 2015م،

ودّجنت من أجل تنفيذه أدواتها المحلية لتقتل وهي تتلذذ بالقتل متعطشةً للدم، بعدما أعطتها أبوظبي مسئولية غير محدودة على دماء وأرواح الأبرياء، ولا شيء يتطور وينمو في عدن سوى القتل والدمار، بعدما تبلدت وانحطت نفوس أدوات الإمارات إلى مستوى حيواني يزداد كل يوم بُعداً عن الإنسانية، حيث تتناغم السلطة والقتل ليتطور العنف وبالتالي ينحط الشعور حتى يصل إلى حدود أن يجد في أكثر الممارسات ظلماً وعنفاً ملذات كبيرة ومآثر عظيمة.

لن يكون الصحافي صابر نعمان الحيدري، آخر ضحايا العنف غير المسبوق في عدن، ما دام الثقب الأسود للقتل مفتوحاً، وما دامت الإمارات وأدواتها المحلية قائمة عليه وحريصة على بقائه مفتوحاً يلتهم أرواحاً لتتسع في أخرى فجوة العداء بين الإخوة، وهي الطريقة التي وجدتها الإمارات أكثر سهولة للمضي في مخططاتها التوسعية وأطماعها المتنامية في ثروات اليمنيين وجزرهم وممراتهم البحرية الاستراتيجية، ولن تتوقف الإمارات عن إغراق عدن والمحافظات المجاورة في العنف وسفك الدماء، حتى تصبح العودة إلى الكرامة الإنسانية والانبعاث الأخلاقي شبه مستحيلة أو على الأقل أكثر صعوبة، إلا في حال قرر أبناء تلك المناطق رفع اليد الإماراتية أو قطعها عن بلادهم وثرواتهم.

الصحافي صابر الحيدري، لم يتوقع يوماً أن يتحول واقع إحدى مدن بلاده الأكثر سلمية إلى مستوى ذلك الانحطاط والاختلال الأمني الممنهج، والذي فرضه التحالف قسراً لتظل البلاد تموج في دوامة من العنف طالما أن ذلك يخدم مصالح قطبيه البارزين، الإمارات والسعودية، ولذلك ربما لم يفكر أن من يفترض بهم أن يكونوا إخوته سوف يلصقون عبوة ناسفة في مكان خفي بسيارته لتنفجر به ومن معه، وربما لم يخطر بباله إطلاقاً أن منفذي الجريمة سيراقبون من مكان قريب لحظة إزهاق روحه وأرواح رفاقه، بدون ذنب اقترفته سوى أنها لم مارست حقها في التواجد على جزء لا يتجزأ من أرضها اليمنية، وهو ما لا يروق للتحالف الذي قرر أن يحول الإخوة إلى أعداء، لكن التحالف يخطئ حساباته كعادته، فالإخوة مهما دخل بينهم الشقاق يجتمعون في لحظة فاصلة ويقررون مصيرهم وينالون حريتهم، وهي سُنَّة يمنية تنضح بها صفحات التاريخ.

وتعرض الصحافي صابر الحيدري، الذي يعمل مراسلاً لشبكة التلفزيون الياباني، لعملية اغتيال بشعة في مدينة عدن، حيث ألصقت عبوة ناسفة بسيارته وانفجرت مساء الأربعاء في منطقة كابوتا بمديرية المنصورة في عدن، ما أدى إلى قتله وعدد من رفاقه، ضمن متوالية الاغتيالات والتفجيرات التي أصبحت مشهداً يومياً وكابوساً مرعباً يؤرق حياة المواطنين في عدن، منذ سيطرت القوات الإماراتية عليها في أواخر عام 2015م.