صنعاء تجدد بنك أهدافها لمواجهة تحضيرات التحالف تحت غطاء الهدنة

YNP /  إبراهيم القانص :

النتيجة التي ستنتهي إليها الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن، تعاكس توقُعيَّة مسارها الطبيعي، أو الذي يفترض أن يكون، فما تحرص السعودية على كتمانه وإخفائه تحت غطاء حرصها على سريان الهدنة والالتزام ببنودها؛

ينكشف في فلتات ألسُن مسئوليها أو على صفحات وسائلها الإعلامية التي تمرِّر عبرها رسائلها التي تفضح نواياها الحقيقية وتوجهاتها المستقبلية في ما يخص حربها على اليمن، والتي دخلت عامها الثامن، وفي وقت يتفاءل بعض المتابعين والمراقبين بتمديد الهدنة شهرين إضافيين، باعتباره مؤشراً على احتمالية فتح نوافذ وطرق باتجاه السلام؛ يكشف مسئولون سعوديون أن نظامهم يتخذ من الهدنة في اليمن فرصة لترتيب الأوراق لتصعيد عسكري.

 

مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية، أشار في تغريدة على تويتر، إلى أن تمديد الهدنة جاء على خلفية أن مجلس القيادة الرئاسي، الذي تم تشكيله على أنقاض هادي وطاقمه، لم يكن جاهزاً لمواجهة الحوثيين عسكرياً، حسب تعبيره، موجهاً الخطاب لحزب الإصلاح المعترض على التمديد، بأنه كان ضرورة لتوحيد الجبهة العسكرية.

 

في السياق، تؤكد سلطات صنعاء باستمرار أن التعاطي الإيجابي مع الهدنة ضروري للتخفيف من معاناة المواطنين، وفي الوقت نفسه تدرك صنعاء أن التحالف يحضر لمعركة مُفاجئة ومرحلة جديدة من الحرب والحصار، وأنه لا يحضر لمسار يؤسس للسلام في اليمن والمنطقة، حسب تعبير عضو المجلس السياسي الأعلى- السلطة الحاكمة في صنعاء- محمد النعيمي، في تصريحه لقناة المسيرة التابعة لهم،  حيث أوضح أن التحالف ليس في صدد التحضير لمسار يؤسس للسلام في اليمن والمنطقة، معتبراً تخلي التحالف عن الوفاء بالتزاماته تجاه  الهدنة الإنسانية مقدمةً لتفجير الوضع، مؤكداً أن اليمنيين جاهزون ومستعدون لمواجهة كل الاحتمالات.

 

وذكر أعضاء في المكتب السياسي التابع لأنصار الله الحوثيين، أن ترتيبات التحالف تركز على إضفاء طابع الاقتتال الداخلي على المواجهة، وأن التحالف يحشد في أربع جبهات رئيسة، وبذلك تنتفي أي نوايا جادة بشأن وقف الحرب ورفع الحصار.

 

وزير الدفاع التابع لحكومة صنعاء، اللواء الركن محمد العاطفي، أكد في آخر تصريح له، خلال الأيام القليلة الماضية أن مخزون قواته من أسلحة الردع الاستراتيجية الباليستية تكفي لعقود طويلة من الزمن ومن المواجهات المستمرة، مشيراً إلى أن الصناعات العسكرية اليمنية والكفاءات الصناعية والخبراء اليمنيين يعملون ليل نهار لتعزيز الترسانة العسكرية الصاروخية الباليستية الاستراتيجية والتكتيكية والتعبوية، ومن الطائرات المسيرة ذات التقنية والدقة العالية لمواجهة طويلة الأمد.

 

العاطفي أكد أن قوات صنعاء جددت بنك أهدافها، محددةً مواقع حساسة واستراتيجية في عمق دول وعواصم التحالف، محذراً من التمادي في الحصار أو التصعيد العسكري.

 

ويرى مراقبون أن الهدنة الإنسانية في اليمن أشبه باستراحة محارب، حيث ينتفي عنها أي ملمح يدل على أنها تأسيس لعملية سلام دائمة ووقف نهائي للحرب والحصار الاقتصادي المفروض على اليمن، خصوصاً أن التحالف طيلة مدة الهدنة، سواء في مرحلتها الأولى أو الثانية، لم يتوقف عن تحشيد المقاتلين وإنشاء ألوية جديدة، لتعزيز أدواته في الجبهات الداخلية ومضاعفة أعداد الألوية التي ينشرها على امتداد الحدود الجنوبية للسعودية، وهو ما ينذر بمرحلة جديدة للعمليات العسكرية والمواجهات، الأمر الذي تستعد له صنعاء بالمقابل، وتبدي استعدادها وحرصها على ألَّا تمنح قوات التحالف أي فرصة لتحقيق تقدم في أي جبهة، مؤكدة أنه لن يحصد سوى الهزائم التي تعود عليها، إلا أنها هذه المرة تتوعده بمزيد من المفاجآت التي لم يكن يتوقعها.