فشل مبكر لقمة جدة - تقرير

خاص – YNP ..

لم يجف حبر  بيانات قمم جدة التي شارك فيها الرئيس الأمريكي لأول مرة منذ توليه السلطة ، حتى عاد الحلفاء أو من كان يفترض بهم ذلك للتراشق الإعلامي واستعراض العضلات ،  في صورة  تعكس ، وفق مراقبين،  تعثر  سعودي – امريكي في ردم الهوة بينهما  وتنبئ بواقع جديد  بدأ يتشكل في المنطقة  خلافا لما تسعى اليه واشنطن.

في أحدث انطباع له، نشر الرئيس جو بايدن صور تجمعه بقادة مصر والامارات والعراق، ولم  يلمح  حتى للقادة السعوديين الذين استضافوا قمته واحتضنوا لقاءاته في جدة، وجمعته بهم  لقاءات مطولة، ليؤكد بذلك  التقارير التي تتحدث عن فشله في تحقيق أهدافه التي قدم لأجلها، وتعكس حجم استياء بايدن وغضبه، وهو بذلك محق نظرا لحجم  الإهانة التي استقبلته بها المملكة التي سبق وأن فتحت خزانها لسلفه ترامب،  بدء بإرسال امير منطقة جدة لاستقباله  في الوقت الذي  حرص فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان  على استقبال الوفود العربية والخليجية  الأقل درجة  بما فيهم نائب رئيس الوزراء العماني، وصولا  إلى التصريحات التي  نشرتها قنوات سعودية  كالحدث نقلا   عن مصدر سعودي مسؤول عقب اللقاء الذي جمع  بايدن وبن سلمان ،  لم يخفي فيها   سيطرة الخلافات على أجواء اللقاء الذي تحول    إلى اتهامات متبادلة بدأها بايدن بفتح ملف  جمال خاشقجي الذي يتهم بن سلمان بإعدامه ليرد الأخير بفتح ملف  جرائم الجيش الأمريكي  بسجن أبو غريب في العراق والتلويح به كورقة ابتزاز  في وجه الإدارة الامريكية  الجديدة..

 على الرغم من محاولة السعودية والولايات المتحدة احتواء الخلافات  في البيانات المتعاقبة خلال اللقاءات مع بايدن ومحاولة إطفائها بعبارات فضفاضة، أظهرت  التصريحات المتعاقبة  للمسؤولين السعوديين  وجود خلافات عميقة مع واشنطن ابرزها اعلان  وزير الخارجية السعودي  فيصل بن فرحان حول عدم وجود "ناتو عربي"  كان بايدن قد وعد  الإسرائيليين  بتحقيقه لهم  خلال زيارته للشرق الأوسط التي استهلها من تل ابيب،  ناهيك عن عدم تضمن بيانات القمم اعلان  جديد حول إمكانية  رفع انتاج الطاقة  والاكتفاء بتسويق ما أعلنته أوبك بلاس التي تضم أيضا روسيا  في وقت سابق واستبدال هذه الخطوة بتهديد بن سلمان من تضخم محتمل في حال تم اقصاء مصادر الطاقة الرئيسية من السوق وهو بذلك يشير إلى روسيا،  ناهيك عن تصريحات الأخير  الودية تجاه ايران واستحضاره العلاقات الأخوية والروابط الدينية والثقافية معها ودعوتها لحوار نال استحسانها على الرغم من استباق وزير الخارجية السعودي  وصول بايدن بالحديث عن عدم التوصل إلى  نتائج في المباحثات مع طهران في خطوة  فسرت على انها رسالة  لواشنطن بأن  الرياض قد تحررت من الفزاعة الإيرانية   ..

رغم الزيارة التاريخية لبايدن إلى السعودية والتي كان يعول عليها الرئيس الأمريكي  بإنقاذ مستقبله في انتخابات  التجديد النصفي سواء على مستوى السياسات الداخلية في  خفض أسعار الوقود المتوقع ارتفاعها إلى ما  دون الـ185 دولار خلال الأشهر المقبلة  أو الخارجية بمنح إسرائيل دفة القيادة في المنطقة على حساب دول أخرى كالسعودية مستعينة بفزاعة الصراع الإيراني ، تؤكد المعطيات بأن أيا من هذه الأهداف لم تحقق مالم تكن ثمة اتفاقيات من تحت الطاولة تجنب بايدن تداعيات خرقه لتعهداته بعزل السعودية أمام الناخب الأمريكي  أو  ردة الفعل الروسية على اية خطوات خليجية  قد تزيحها من سوق الطاقة  ...