تسويق الهدنة المنقوصة كإنجاز.. اللحنة الخماسية تواصل المساومة بالملف الإنساني في اليمن

YNP – خاص :

بعيدا عن حجم الأثر الذي لمسه اليمنيون من وراء الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين أطراف النزاع مطلع أبريل الماضي، وجرى تمديدها مطلع يونيو الماضي، ومدى الالتزام بالبنود التي تضمنها الاتفاق، خرجت اللجنة الخماسية التي تضم سلطنة عمان والسعودية والإمارات وبريطانيا وأمريكا في اجتماعها الذي عقدته الاثنين الماضي ببيان إشادة بهذه الهدنة التي ظلت بعض بنودها معلقة دون تنفيذ، في حين أن ما نفذ منها تم بصورة جزئية وليس بشكل كامل وفقا لما نص عليه الاتفاق.

وفي بيانها المشترك الصادر عن اجتماعها، الاثنين، بحضور المبعوث الخاص للأمم المتحدة  إلى اليمن، هانز جروندبرج، وكذلك ديفيد جريسلي ، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، رحبت الخماسية باستمرار الهدنة، وما نتج عنها مما أسموه "فوائد ملموسة للشعب اليمني"  مشددة على "ضرورة الحفاظ على هذا التقدم والبناء عليه". كما رحب البيان المشترك للخماسية  بما أسماه "مواصلة الحكومة اليمنية تنفيذ تدابير بناء الثقة المتفق عليها ، بما في ذلك تسهيل تدفق الوقود إلى ميناء الحديدة واستئناف بعض الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء".

الخماسية التي تضم الدول الأربع (أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات)التي تعد لاعبا رئيسا في الأزمة اليمنية، ومحركا فعليا للصراع منذ بدايته في مارس 2015، أظهر بيانها هذه الدول الأربع كوسيط في صراع لا شأن لها به، وهو الأمر الذي يعد بمثابة ذر للرماد على العيون، واستمرارا لمسلسل التضليل الذي تتعمده هذه الدول للرأي العام والعالمي حول حقيقة دورها في الصراع اليمني، وحصر الأمر بين الأطراف اليمنية، التي تسيطر الدول الأربع على قرار جانب من هذه الأطراف بصورة كاملة، الأمر الذي يستحيل معه الوصول إلى حل فعلي للأزمة اليمنية يعيد السلام إلى البلاد وينهي الحرب وما خلفته من معاناة إنسانية للشعب اليمني، دون إرادة هذه الدول التي تمتلك فعلا قرار وقف الحرب ورفع الحصار المفروض على اليمن.

وفي حين أن الهدنة كان يجب أن تركز على عمليات بناء الثقة للتوصل إلى حل للنزاع في اليمن، بعيدا عن الملف الإنساني الذي يفترض أن لا يخضع ﻷي مساومات، فإن الخماسية حاولت في بيانها التركيز على الأثر الناتج عن الهدنة على النستوى الإنساني، معتبرة ذلك تقدما في طريق حل الأزمة، الامر الذي بدت معه اللجنة كمن يسوق الوهم، خصوصا وأن بنود الهدنة لم يتم تنفيذها بشكل كامل.

وفي ما اعتبره محللون تفنيدا لما تضمنه بيان الخماسية، كشف كبيرُ مفاوضي حكومة صنعاء، الناطق الرسمي لحركة أنصار الله “الحوثيين”، محمد عبدالسلام، الثلاثاء، عما تم تنفيذه من بنود الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة ومماطلة التحالف السعودي الإماراتي في الالتزام بتنفيذ أهم بنودها.

وقال عبدالسلام في تصريحات لقناة “المسيرة” التابعة للحوثيين: إن “اتفاق الهدنة واضح ومعلن وما تم تنفيذه يتحدث عن نفسه، وهناك التزام لا بأس به فيما يتعلق بالعمليات الواسعة لكن الطيران التجسسي لم يتوقف والطيران الحربي نفذ عددا من الغارات أدت لسقوط شهداء”. مضيفا أن “القصف المدفعي المعادي خصوصا في الحدود مستمر وعمليات القنص من قوى العدوان أدت لسقوط ضحايا”.

وبشأن الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء، قال عبدالسلام إنه “حتى الآن كان يفترض تنفيذ 32 رحلة جوية لكن ما نفذ منهم 18 رحلة فقط ولن تتجاوز الـ20 رحلة خلال المتبقي من الهدنة”، لافتا إلى أن هناك “رحلة يتيمة واحدة سيرت من مطار القاهرة" بالإضافة إلى  رفض إدخال الوقود الخاص بالطائرات إلى صنعاء ورفض جدولة الرحلات، معتبرا ذلك “أمر غير مبرر”

وحول البند الخاص بدخول سفن الوقود عبر ميناء الحديدة أوضح عبدالسلام أنه جرى الاتفاق على دخول 36 سفينة إلى ميناء الحديدة “ولم تدخل إلا 24 سفينة 3 منها في الحجز ويتم تأخير بعض السفن لـ21 يوم”.

وبشأن فتح الطرقات المغلقة، قال عبدالسلام : "رفضنا من اليوم الأول تسمية أي طريق لأن هذا له علاقة بالوضع العسكري، وفتح الطرق له علاقة بوقف إطلاق النار، مؤكدا أن “فتح الطرق يجب أن يتم بناء على نقاش بين الأطراف ونحن شكلنا لجنة عسكرية ولجنة للطرقات بينما الطرف الآخر شكل لجنة لتعز فقط”، مبينا أن “هناك محاولة لاستغلال قضية فتح الطرقات وتقديمها كصورة دعائية”.

وأضاف: قدمنا مبادرات لفتح 3 طرق في تعز مقابل تعنت الطرف الآخر، وقلنا لهم فلنذهب لوقف إطلاق نار شامل ودائم في تعز لكنهم رفضوا، وعندما طالبنا بفتح طرق سواء في حرض أو مارب قالوا هذه مشكلة عسكرية تحتاج وقف إطلاق نار، وكذلك الطرف الآخر لم يقم بتنفيذ شيء وقدمنا الطرق الممكن فتحها والطرف الآخر لم يقدم حتى طريقا واحدا.