بعد أربعة أشهر من الفشل.. الخلافات تعصف بمجلس العليمي والانتقالي يستعد لامتطاء موجة الاحتجاجات

YNP -  خاص :

تعصف الخلافات بمجلس القيادة الرئاسي المشكل وفق رؤية سعودية إماراتية خلفا لهادي، بعد أربعة أشهر على تشكيله، وهي فترة قضاها هذا المجلس في جولات خارجية، فيما لم يحقق أي إنجاز ملموس على الأرض، وخصوصا في الملفات التي حددها رئيس المجلس عقب وصوله إلى عدن بعد أسابيع الإعلان عنه، وعلى رأسها الوضع المعيشي وانهيار العملة وتردي الخدمات الأساسية في المناطق التي يسيطر عليها المجلس.

ونتيجة للفشل الذي رافق أداء المجلس طيلة الأربعة الأشهر الماضية، زادت حالة الاحتقان في أوساط المواطنين في المحافظات الجنوبية، جراء استمرار الانهيار الاقتصادي وتردي الخدمات، وعدم تنفيذ مجلس العليمي أي خطوات جدية وملموسة في الحد من الانهيار وتحسين الخدمات، وهو ما جعل الوعود التي قطعها العليمي لدى وصوله الأول إلى عدن، تبدو للمواطنين بمثابة بيع للوهم، وتكرارا لما درجت عليه السلطات الموالية للتحالف بحكوماتها المتعاقبة، منذ أكثر من سبع سنوات.

ووسط حالة السخط التي تترجمها الاحتجاجات التي بدأت بوادرها تتشكل في عدن، يؤكد المحتجون أن وعود رئيس المجلس الرئاسي” رشاد العليمي” بتحسين الوضع المعيشي من خلال خفض، الأسعار وتوفير الخدمات، كانت بهدف تخدير الشارع الجنوبي الذي خرج محتجا من الظروف الصعبة التي فرضها المجلس الرئاسي عليهم وحرمهم من أبسط مقومات الحياة، حسب تعبيرهم.

وفيما أثبت مجلس العليمي فشله المبكر في تنفيذ ما تعهد به إزاء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية كأولويات لعمله، برزت على السطح تلك الخلافات المحتدمة بين أعضائه، لتكشف عن صراع يوشك أن يتفجر بين هؤلاء الأعضاء، الذين يقود أغلبهم فصائل عسكرية متضاربة الولاءات ومتقاطعة المصالح.

وبدا التوتر بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي واضحا، من خلال استغلال المجلس الانتقالي الموالية للإمارات، حالة الغليان الشعبي بين المواطنين في المحافظات الجنوبية، في محاولة لتثوير الشارع في هذه المحافظات، وبشكل خاص عدن، ضد العليمي وبقية أعضاء مجلسه، وأعضاء الحكومة، في مسعى لتكرار لسيناريوهات سبق وأن استخدمها الانتقالي مع الحكومة الموالية للتحالف عدة مرات، وتمكن في كل مرة من طردها من عدن، عن طريق تثوير الشارع واستغلال الاحتجاجات الشعبية، رغم أن جميع الاحتجاجات التي خرجت في عدن وعدد من المدن الجنوبية، تحمل جميع الأطراف المسيطرة، بما فيها المجلس الانتقالي، ومن وراء الجميع التحالف السعودي الإماراتي، الذي تؤكد تلك التحركات الاحتجاجية ضلوعه إلى جانب الأطراف الموالية له في التردي الذي تشهده المحافظات الجنوبية على كافة المستويات.

مصادر مطلعة أكدت أن الصراع بين أعضاء مجلس العليمي بلغ ذروته مؤخرا، حيث يرفض عدد من أعضاء المجلس العودة إلى عدن، التي يقولون إن تواجدهم فيها يكون أشبه بالإقامة الجبرية، حيث السيطرة الكاملة للمجلس الانتقالي، وهو من يحدد تحرك بقية الأعضاء، بل وحتى العليمي، الذي تقول التسريبات أنه يبدو عاجزا أمام سيطرة الانتقالي، ويعمل على استرضاء طرف واحد على حساب بقية الأطراف.