واشنطن تعزز وجودها العسكري في اليمن وتحقيقات أمريكية تكشف دورها بالحرب

YNP  /  إبراهيم القانص -

يتوالى وصول القوات الأمريكية دفعة إثر دفعة إلى محافظة المهرة اليمنية، الواقعة تحت سيطرة التحالف والحكومة الموالية له، حيث وصلت، أمس الأول، دفعة جديدة قدمت من مطار الريان بحضرموت إلى مطار مدينة الغيضة عاصمة المهرة، والذي حوله التحالف منذ عام 2017م إلى قاعدة عسكرية ومقر لخليط من قوات متعددة الجنسيات، منها السعودية والإماراتية والبريطانية والأمريكية والإسرائيلية.

مصادر محلية اتهمت الدفعة الجديدة من القوات الأمريكية الواصلة إلى المهرة بزرع أجهزة استخباراتية تجسسية، مفسرةً ذلك بتعرض كابلات الإنترنت لعمل تخريبي في منطقة سيحوت، عقب وصول القوات الأمريكية بساعات، مؤكدة أن لذلك علاقة بما كشفه رئيس لجنة الاعتصام المناهضة للوجود العسكري الأجنبي في المهرة، الشيخ علي الحريزي، عن عملية نهب واسعة للنفط تنفذها شركات نفطية أجنبية في المحافظة، كما كشف الحريزي أيضاً سعي مجلس العليمي الرئاسي لتأجير ميناء قشن للإمارات، متوعداً بطرد قوى التحالف من المهرة.

 

وخلال منتصف يوليو الحالي، نشرت قوات التحالف تعزيزات عسكرية سعودية إماراتية إضافية في محافظة المهرة، وسط أنباء عن تحركات واسعة للتنقيب عن النفط، وكان أكثر 200 عنصر تابعين للقوات السعودية والإماراتية انتشروا في مناطق قريبة من مطار الغيضة، معززين بعشرات الأطقم العسكرية والمدرعات، وأشارت مصادر إعلامية إلى أن قائد قوات التحالف بمحافظة المهرة العقيد ركن بحري علي الخالدي التقى- بعد يوم على انتشار القوات- نائب رئيس مجلس العليمي الرئاسي فرج البحسني، الذي عينه التحالف محافظاً لحضرموت، في إطار تسهيل عمل القوات الأجنبية التي تتوافد تباعاً على المهرة وأيضاً يحتشد الكثير منها في حضرموت.

 

وفي إطار التوسع الأجنبي في المهرة وقمع أبنائها ومواطنيها، شنت القوات السعودية حملة ضد الصيادين في سواحل الغيضة، خلال الفترة نفسها، وتحديداً الأربعاء قبل الماضي، مصادرةً أكثر من عشرين قارباً، هي الوسيلة الوحيدة التي يسعون لكسب أرزاقهم وقوت أطفالهم، وجددت القوات السعودية منعها اقتراب الصيادين من سواحل الغيضة، ويُعد ذلك أحد ملامح بسط النفوذ والسيطرة على ثروات المحافظة وحرمان أصحاب الحق من حقهم، ويتم كل ذلك بإشراف وتواطؤ الحكومة الموالية للتحالف، حيث لا يخفى عليها شيء وفي الوقت نفسه لا تجرؤ على فعل شيء كونها مسلوبة القرار، ولا تتعدى كونها غطاءً لإنجاز أطماع التحالف والقوى العالمية التي تقف خلفه في محافظة المهرة الغنية بالثروات وغيرها من المناطق اليمنية الغنية بمواقعها وثرواتها.

 

ويرى مراقبون أن تكثيف الوجود العسكري الأمريكي في المهرة وحضرموت وغيرهما من المناطق اليمنية ليس مستغرباً، كون الولايات المتحدة هي من تقف في الأساس خلف الحرب والحصار على اليمن منذ عام 2015م، وقد كشف تحقيق مطول مشترك أنجزه معهد حقوق الإنسان التابع لكلية كولومبيا وصحيفة "واشنطن بوست" ونشرته الصحيفة الأمريكية نفسها، تفاصيل الدور الأمريكي في قصف واستهداف اليمن، حيث كشف للمرة الأولى أن الولايات المتحدة دعمت غالبية أسراب الطائرات المقاتلة التي شاركت في الحملة الجوية على اليمن، وأظهر التحقيق الصحافي أن دول التحالف لديها 39 سرباً من الطائرات المقاتلة، كانت قادرة على شن غارات في اليمن، وقد شارك ما لا يقل عن 19 من هذه الأسراب في قصف الأراضي اليمنية، مؤكداً أن واشنطن وقعت عقود بيع طائرات وذخائر ومعدات 38 سرباً من إجمالي 39 سرباً.

 

وقدم التحقيق صورة أوسع وأوضح عن عمق واتساع الدعم الأمريكي للتحالف على اليمن، وكشف أن جزءاً كبيراً من الغارات الجوية على اليمن كانت بإشراف أمريكي، وبواسطة طائرات أمريكية وطيارين دربهم الجيش الأمريكي، ووثق التحقيق أكثر من ثلاثة آلاف صورة ونشرة إخبارية وتقارير إعلامية ومقاطع فيديو، تؤكد التورط الأمريكي في الحرب على اليمن، الأمر الذي يفسر التحركات الأمريكية وتحشيد قواتها في مناطق الثروات على امتداد المحافظات اليمنية الغنية بالنفط والغاز والمعادن والأسماك وذات المواقع الاستراتيجية الأكثر أهمية، فكل ذلك هدف واضح للولايات المتحدة لكي تحكم سيطرتها أكثر على العالم وتظل مهيمنة على كل القوى والأنظمة والحكومات.