هل يقلب الاصلاح الطاولة شرق اليمن؟ - تقرير

خاص – YNP ..

شهدت ساحة المعارك بين الاصلاح والانتقالي ، شرق اليمن، الاربعاء، تحولا دراماتيكيا في الصراع مع القاء اطراف دولية بكامل ثقلها  لإدارة المعركة وفقا لحسابات خاصة  بأبعاد اقتصادية  فهل ينجح الاصلاح باستغلال المتغيرات لقلب الطاولة  على خصومه هناك؟ أم ان قراءاته للأحداث لا تزال عند مستوى سطحي؟

ميدانيا، تفيد التقارير الواردة من  منطقة العبر على حدود شبوة – حضرموت  بتوقف المواجهات وعملية الزحف صوب معاقل الاصلاح في الحقول النفطية، وهذه ليست نتيجة لشراسة الدفاع لفصائل الاصلاح، بل لجهود امريكية يقودها المبعوث تيم ليندركينغ والذي ركز في زيارته لأبوظبي وعدن على ايصال تهديدات للجانب الاماراتي من تداعيات الاقتراب من حقول النفط التي تديرها شركات امريكية في شبوة.. حاليا لدى الاصلاح درع اقتصادي ضخم  يجبره على المناورة  خصوصا بعد اتهامه بصورة غير مباشرة بتدبير تفجير ابار النفط في حقل جنت هنت التابعة لشركة هنت ف عسيلان مع تسليم الولايات المتحدة مهام  تأمينها لوحدات من العمالقة..

كل المؤشرات حاليا تؤكد بان امريكا تسعى لتأمين   مصالح شركاتها النفطية عبر ايجاد مسار سياسي مشمول بالضغط لايجاد صيغة بشان مستقبل الحماية للحقول النفطية ، وهذه الصيغة قد تشمل  اخراج فصائل الاصلاح مستقبلا ، اذا ما تم اخذ في الاعتبار  تصريحات رشاد العليمي لكتله البرلمانية بشأن الاتفاق على تكليف قوات محايدة بإدارة حماية الحقول النفطية وهو بذلك يشير لقوات العمالقة التي تسلمت بالفعل القطاع 5 في شبوة وتطبق الحصار على  حقول العقلة وعياذ وصولا إلى وادي حضرموت,.

التحولات الجارية في المشهد قد تكون مؤقتة  في ظل دخول فرنسا التي اطلق محمد بن زايد معركة عتق من عاصمتها باريس خلال زيارته الاخيرة  ، والتأكيدات بسعيها لحسم المعركة لصالح قوة جديدة تدين بالولاء لأبوظبي وبما يحفظ محاصصة بين الطرفين بدلا عن  شركاء  اكثر في الارباح، وحتى الامريكيين قد يتفهموا  شبق فرنسا للحرب  في ظل حاجتها للطاقة مع اقتراب الشتاء  واحتمال قطع الغاز الروسي،  وقد يتفق الطرفان في نهاية المطاف على اتفاق ينهي سيطرة "الاخوان"  عبر نشر قوات  دولية مشتركة ، وهو ما يشير إلى ان فرص بقاء الاصلاح في مناطق النفط تتضأل يوميا، وبدون ادارة سريعة للمعركة  لتحويلها من الدفاع إلى الهجوم سينتهي به المطاف خارج اللعبة..  بإمكان الاصلاح الان  بدء عملية هجوم على عتق   بالتوازي مع تحالفات سياسية لضمان عدم طعنته من الخلف من قبل التحالف، وهذه مرهونة بقرار شجاع للإصلاح ينهي بها علاقته بالتحالف ويرفع راية اليمن عاليا والبدء بعملية استعادة وحدته وسيادته وطرد الاحتلال الاجنبي..،

لم تكن معركة شبوة الاولى ولا الاخيرة،  فالعملية الجراحية التي بدأها التحالف بسحق مقاتلي الاصلاح على تخوم عدن في العام 2019  تحولت إلى استئصال مع بدء عملية اجتثاث الحزب من كافة مراكز النفوذ العسكرية وصنعا القرار السياسي تمهيدا لحظر نشاطه.