ماذا بعد تسليم الجنوب للانتقالي ؟ - تقرير

خاص – YNP ..

اكمال التحالف تسليم جنوب اليمن للمجلس الانتقالي، القوى المستحدثة، لكن يبقى  السؤول ماذا بعد  ، هل ينجح المجلس  بابتلاع القوى الجنوبية أم أن طمع قيادات المثلث قد تدفع نحو تفجير الوضع ؟

على الصعيد العسكري حققت فصائل الانتقالي طموحها بانتشار عسكري من عدن وصولا إلى شبوة وهو اخر خطر رسم لها وفقا لتقاسم سعودي – اماراتي.. فعليا اصبح الانتقالي هو القوة المسيطرة على الأرض والمتحكمة بمجريات  الواقع من عدن حتى شبوة  مرورا بابين في حين لا يزال خصومه يتواجدون في الضالع ولحج وقد يذوبون بلمح البصر..

هذه التحركات  على الأرض سمحت للمجلس بتحقيق المزيد من المكاسب السياسية وقد شرع رئيسه عيدروس الزبيدي بإصدار قرار تشكيل وفدين للحوار الجنوبي احدهما مع القوى الجنوبية والأخر  للمفاوضات في اية اتفاق سلام شامل على مستوى اليمن..

اعادت هذه التطورات على الأرض العزيمة لانصار المجلس وقياداته بعد أن كانت   تدنت بفعل انخراط الزبيدي في المجلس الرئاسي،  لكنها لم تحقق  له اهداف كان يسعى لتحقيقها وابرزها  احتواء القوى الجنوبية الأخرى ، باستثناء فادي باعوم الذي تتحدث التقارير عن ابتزازه وتبرأ منه حتى والده الذي يتسلق على حسابه..

صحيح الكرة الان في ملعب الانتقالي،  لكن المعطيات تشير إلى أن خبرة القوى السياسية الشمالية كانت اكبر من استيعابها، فانسحابها او تماهيها من المشهد والسماح له  بركبه  قد يفتح باب الجحيم على المجلس  ويعيد تصفير الوضع إلى ثمانينات القرن الماضي عندما احتدمت صراعات الهوية بين الرفاق في الحزب الاشتراكي في عدن.

هذه المؤشرات لا ترتكز على تصريحات علي ناصر محمد  الأخيرة بشأن احداث يناير  ولا رفض الميسري  الانخراط في  سلطة الانتقالي وكذلك محمد علي احمد  وقائمة طويلة من القيادات الجنوبية المحنكة والتي لم تفصح عن مواقفها رغم تدشين الانتقالي لـ5 جولات من الحوار الجنوبي والتي انتهت  بتصريحات تؤكد رفضها، بل أيضا على بؤر المقاومة للانتقالي التي انفجرت في شبوة حيث تفيد التقارير عن مهاجمة كبرى قبائل ميفعة وعزان لفصائل العمالقة الجنوبية ومنعها من دخول معسكر عزان وكذلك قبائل عتق التي رفضت معسكر لهذه الفصائل القادمة من الضالع ويافع  في منطقة نوخان.

قد يكون الانتقالي حسم معركة شبوة، التي تحالفت في ثمانينات القرن الماضي مع خصوم قياداته في الطغمة ، وكانت مركز انطلاق للزمرة ، لكن يبقى  فرضه امر واقع مستبعدا في هذه المحافظة وهو ما دفع بنجل الرئيس الجنوبي السابق على سالم البيض للمطالبة بتشديد القبضة الأمنية هناك، وهذا الوضع قد يعاد تكراره  في ابين التي يحاول الانتقالي التعامل معها بحساسية مفرطة عبر تمكين فصائلها من اداراتها ومراضاة قياداتها العسكرية بمعسكرات في عدن..

رغم احتفال الانتقالي بالانتصار، لكن  الواقع يبدو اكثر قتامة ومؤشراته تنبئ  بتكرار سيناريو 13 يناير  حيث خشر الجنوب قرابة 20 الف من خيرة شبابه وكوادره وتلك رغبة إقليمية جامحة منذ اعلان الحرب على اليمن في مارس من العام 2015 وتؤكد الشواهد ذلك.