هل يطلق هجوم ابين شرارة صراع مناطقي في الجنوب ؟ - تقرير

خاص – YNP ..

شهدت المحافظات الجنوبية لليمن  خلال الساعات الماضية تطورات  تنبئ بعودة  الحقبة المظلمة لتخيم على تلك المناطق التي يراد لها اقليميا ودوليا أن تظل مسرح صراع  يمني مستمر ، فهل  يفجر الهجوم الاخير في ابين شرارة الحرب؟

عقب ساعات من المواجهات الدامية في احور، شرق ابين، والتي خلفت   عشرات  القتلى والجرحى، ظهر  المهاجمين ممن  يفترض انهم من "القاعدة" وهم يرتدون ملابس  للتنظيم "ولاية لحج" المجاورة، ، لكن الأهم في الامر هو اسماء  المهاجمين القتلى  وقد انتحلوا اسماء من مناطق وسطى كالبيضاء مع أن اسمائهم الحقيقية تكشف بانهم ينتمون إلى يافع وردفان وعدن.

هذه العملية التي تزامنت  مع اعلان مقتل القيادي البارز في فصائل يافع والمعروف بنزعته المناطقية ضد مناطق "الزمرة" ، هدار الشوحطي، بظروف غامضة، تشير إلى تحولات في سير الصراع، خصوصا في ظل الانباء التي تتحدث بأن الشوحطي تم تصفيته بقرار اماراتي  بعد ثبوت تورط عددا من مقاتليه في الهجوم على فصائل الحزام الأمني في ابين،  ويتم حاليا تسويق  عملية مقتله لدفع فصائل يافع على مغادرة عدن والمشاركة في معركة استنزاف على حدود البيضاء.

لم يتضح بعد  علاقة  كبار قادة الانتقالي وعلى راسهم الزبيدي  بالعملية، لكن استغلال الاخير  للهجوم لتحريك كتائب من  لحج وردفان صوب المناطق الوسطى  لأبين يشير إلى أنها ضمن ترتيبات لإشعال فتيل  صراع بين ابين ولحج  ، قد يكون الهدف منه اجتياح معاقل خصوم الانتقالي  في مودية والوضيع والمحفد ولودر ممن ظلت عصية  على الانتقالي حتى وقد سقطت ابين بكلها في قبضته ولا تزال تقاوم سياسيا وعسكريا الواقع الجديد..

تتجلى مكاسب الزبيدي وتيارات الضالع  من هجوم ابين  بصورة اكبر، فالقتلى من القوات التابعة لعبداللطيف السيد  الذي فشل الزبيدي والامارات  في اقالته من منصبه كقائد للحزام الامني في ابين،  والكمية الكبيرة من القتلى في صفوف قواته قد تضعفه ، وربما قد تمهد الطريق لتصفيته ، ففي كل الاحوال  لم يعد الانتقالي والامارات بحاجة له  بعد انتشار فصائل الضالع في شقرة، خصوصا في ظل الشكوك حول علاقته بفصائل الاصلاح وهادي والمخاوف من تصعيده لتحقيق مكاسب  كبيرة بعد قيادته وساطة حفظ بموجبها ما تبقى من قوات لخصوم الانتقالي في ابين.

لا يتعلق الأمر  بتصفية اتباع الانتقالي من ابناء ابين  خشية تمرد مستقبلي بل يتعلق بإعادة رسم  المشهد في الجنوب بكله فإشعال فتيل صراع بين لحج وابين  سيضعف المحافظتين اللتان لا تزالان خارج قبضة الانتقالي بجناح الضالع  ويسهل اجتياحهم وترويضهما..

لن تكون عملية ابين الاخيرة ، فكل المؤشرات تؤكد بان  المناطق التي شهدت انتشار لفصائل الضالع ويافع في  المحافظات الشرقية التي تعد معقل الخصوم التقليديين قد تشهد عمليات اكبر واعنف  لان المخطط هو استنزاف الفصائل الجنوبية التي ظلت   ترفض مقترحات التحالف لمغادرة عدن  وتقاوم مساعي تفكيكها و الحاقها بوزارة الدفاع ، وهذا بحد ذاته كفيل بسيناريو مشابه ليناير من العام 1986 ..