معارك ابين وشبوة .. محاولة لإعادة ترتيب الانتقالي أم استنزاف لقواته ؟- تقرير

خاص -   YNP ..

باتت المعارك المستحدثة للانتقالي ، المجلس المنادي بانفصال جنوب اليمن،  تثير  توجس لدى  الكثير من انصاره ، فما ابعاد  فتح جبهات  لفصائل المجلس الذي كان يتوقع أن يواصل طريقه لحسم  معركة الشرق قبل حلول اتفاق سلام بات يلوح بالأفق؟

بموازاة حراك سياسي على الضفة الجنوبية لليمن، كثف المجلس الانتقالي  تحركاته العسكرية ، لكن بدلا من أن تذهب تلك الجهود لصالح  توسيع مكاسبه على الارض، بدأت تأخذ صدى عكسي تنبئ  بإعادة صياغة المجلس الذي انجبته الامارات على عجل في العام 2016 وكان هدفها حينها منع السعودية من الاستحواذ على عدن.

سياسيا، يحاول الانتقالي  التوصل إلى تقارب مع بقية الاطراف الجنوبية  وتحديدا في مناطق خصومه التقليدين بدء من ابين حتى المهرة،  وقد شكل لهذا الشأن فريقي حوار داخلي وخارجي، وشرع بتواصل واتصالات وعروض  سواء فردية أو جماعية، لكن  رغم ما ضخه الانتقالي لتحقيق  اختراق في جدار الازمة المتراكمة بين الفرقاء الجنوبيين منذ ثمانينات القرن الماضي  لا تبشر النتائج بخير ، فكل ما يحدث ، كما يصفها مراقبون،  لا تتجاوز جلسات المقاهي في العاصمة المصرية  والنقاش لا يتجاوز محاولة  استقطاب قيادات إلى صفوف المجلس بغية اضاف خصومه واحتواء ما امكن.

الوضع على المشهد العسكري لم يتغير كثيرا، فقوات المجلس التي كان يفترض أن تواصل تقدمها باتجاه حضرموت والمهرة،  عادت بالمواجهات إلى عدن ، حيث تدور اشتباكات بين فصائل المجلس ، لتغرق معها ابين وشبوة وحتى يافع في لحج  بالصراعات بعد أن فتحت  حملات الانتقالي الجديدة   جرح  غائر في جسد الجنوب  ولم تشفع لها  مسمى "مكافحة الارهاب"  في  تركيع وترويض خصومها وقد اقتحمت مناطقهم عنوة وهددتهم بورقة القاعدة.

كل المعطيات الأن تشير  إلى أن المحافظات الجنوبية  بما فيها عدن قد تشهد خلال الفترة المقبلة صراع غير مسبوق،  خصوصا في ظل اعلان العمالقة فتح التجنيد،  ناهيك عن الاتهامات لفصائل فيها  بتنفيذ هجوم ابين وشبوة ، وهذا بالطبع ضمن سيناريو يعده التحالف  ويتضمن  تقوية هذه الفصائل السلفية التي بدأت من لحج والضالع فرض واقع جديد وقوانيين مشددة  هناك ، في إطار تصدير ابو زرعة المحرمي قائد هذه القوات إلى المشهد العسكري  بموازاة عيدروس الزبيدي ، وهو السبب ذاته  الذي دفع التحالف لمنح قوى جنوبية اخرى  في الخارج تشكيل تكتل جديد  لمواجهة اطماع الانتقالي سياسيا.

قد يكون ما يحدث من استنزاف للانتقالي او بعض اجنحته  شيء جديد بالنسبة للمجلس الذي  حاول التحالف خلال فترة من الزمان تضخيمه، لكن بالنسبة للكثير من اليمنيين ممن يتابعون مغامرة التحالف على مدى الثمان سنوات يبدو السيناريو قديم ولا يتجاوز حدود  ابقاء القوى اليمنية سواء كانت في الجنوب او الشمال  على  مسرح صراع دائم  ففي نهاية المطاف  لن يسمح التحالف الذي يرفض صرف ملياري دولار كوديعة لإنقاذ القوى الموالية  بصعود اية قوة لوحدها في اليمن وسيعمل بكل ما اوتي من قوة  لإضعافها  وتحديدا القوى الموالية له الذي بات يرى عدم حاجته لها اكثر من غيرها.