جبهة موحدة - تقرير

خاص – YNP ..

بعد ساعات على الحشو د المليونية حول اليمن والتي نظمتها صنعاء بذكرى المولد النبوي، تغير   الكثير من اللبس في فهم الواقع  الجديد هناك، مبنية صورة كبيرة  من شانها تغيير مجرى الاحداث سياسيا وعسكريا ودوليا؟

كانت الحشود المشاركة في فعالية المولد النبوي هذا العام غير مسبوقة.. الملايين حول اليمن تقاطروا إلى عشرات الساحات في مختلف المدن اليمنية  شمالا وجنوبا، ناهيك عن صنعاء  التي شملت الصورة الاكبر في العرض  الشعبي  .. هذه الحشود بعد 8 سنوات   من الحرب والحصار لم تستوعبها قنوات التحالف ووسائل اعلامه وحتى منظريه وناشطيه، ممن حاولوا بث الاكاذيب بغية تضليل الراي العام بشأن ما حدث .. كانت الصورة صادمة بالنسبة لهؤلاء وكثيرين ممن نذروا انفسهم على مدى الايام الاخيرة التي سبقت ذكرى المولد  بالتدليس والطعن حتى في شخص رسول الله  صلى الله عليه وسلم.   كان هؤلاء يعتقدون بان الناس وتحديدا في مناطق الشمال لم يفهموا لعبة الحرب التي بدأتها السعودية والامارات  في العام 2015، ليتفاجئوا بعد كل تلك السنوات  بتوافد الآلاف حتى  من مناطق سيطرتهم جنوب وشرق البلاد و من داخل السعودية نفسها.

هذه الحشود هي انعكاس طبيعي  لحب  رسول الله   بذكرى مولده،  كما انها تعكس مدى ثقة الناس بحامل رايته حاليا ، وصدقهم في تخليد الذكرى واعادة الروح  للمجتمعات الاسلامية بإحياء رموزها الدينية التي كانت تلاشت بفعل الغزو الثقافي وبات استدعاء المناسبات الدينية كما يسوق اولئك "بدعة".

وبغض النظر عما يتم اشاعته لدوافع سياسية، واخرى  تعصب مقيت،  حملت اللوحة اليمنية  من حيث التوقيت رسائل ، إذ  بدأت بنظر الكثير من المحللين العرب والمراقبين الدوليين  محل فخر كل عربي ومسلم ، وتجسيد حقيق للإيمان بالله ورسوله،  والتفاف شعبي حول ذلك،  والأهم انها  صوبت اقوى رسالة للعالم الذي يتأمر  ضد اليمن ومستقبل ابنائه ،  وقد تداعى المبعوث الأممي  إلى اليمن مجددا لإعلان خارطة جديدة لتمديد الهدنة بعد أن كان ومن خلفه مجلس الأمن واطراف اقليمية ودولية يقرعون ناقوس الحرب  مجددا برفض صرف مرتبات موظفيه في الوقت الذي ينهبون فيه موارده.

لم تكن الحشود اليمنية في مختلف الساحات سوى صورة اخرى  لحجم قوة صنعاء وتماسك جبهتها الداخلية شعبيا وعسكريا وسياسيا،  وهي رسالة للعالم بأن  الواقع مختلف تماما عن ما يتم تصويره من قبل لوبي الاعلام الخارجي   و تحاول اطراف الحرب الخارجية تسويقه لتفتيت الشعب اليمني والتفرد بثرواته.