الترفيه لتغطية القمع والتدهور الاقتصادي.. معادلة بن سلمان لتدمير مملكة أجداده

YNP / إبراهيم القانص -
يواصل ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، استغباء شعبه والاستخفاف به، من خلال أكبر عملية إلهاء تشغلهم عن حقيقة ما يحدث في البلاد من انتهاك لحقوق الإنسان، والتوجه بمستقبلها الاقتصادي والسياسي ووضعها الاجتماعي نحو هاوية يستحيل الخروج منها، فمواسم ومهرجانات الترفيه التي تعم مدن المملكة ليست خطوات في طريق البناء والتنمية بقدر ما تمثله من تدمير ممنهج للإنسان، إذ تستهدف قيمه ومبادئه وتعطل قدراته في أن يكون فاعلاً ومؤثراً ومشاركاً في بناء بلاده.

واعتبرت منظمات حقوقية فعاليات مواسم الترفيه في المدن السعودية، خصوصاً في العاصمة الرياض، محاولات لتجميل قُبح النظام السعودي، في ما يتعلق بواقع الحقوق الإنسانية المنتهكة، خصوصاً معتقلي الرأي، حيث أكدت منظمة سند الحقوقية أن فعاليات الترفيه أصبحت طقساً إلهائياً لصرف الأنظار عمّا يتزامن معها من الأحكام الجائرة بحق معتقلي الرأي، مشيرةً إلى أن عدد المهددين بالإعدام يصل إلى نحو 40 معتقلاً، موضحةً أن الأوضاع تزداد سوءاً في ظل الاعتقالات والقمع والتنكيل والأحكام التعسفية التي يصدرها إليها القضاء بحق معتقلي الرأي.

المنظمة الحقوقية شددت على أن فعاليات الترفيه ليست سوى غطاء على إخفاقات النظام السعودي وجرائمه المروعة، لإشغال السعوديين والعالم عن التنكيل الذي يتعرض له معتقلو الرأي، وأن موسم الرياض للترفيه وغيره من المسميات ما هو إلا أداة قذرة لغسل سمعة النظام الذي ينتهك حقوق الإنسان.

وخلال الأيام الماضية نظمت هيئة الترفيه السعودية احتفالات بما يسمى "عيد الهالوين" في العاصمة الرياض، وليست المرة الأولى التي يقام فيها هذا العيد المستورد والدخيل على ثقافة وعادات المجتمع السعودي، والذي وصفته صحيفة أمريكية بأنه إلهاء عن التحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ذكرت أن الكثير من السعوديين يشكون في السر من أن الدفع الترفيهي يبدو كأنه إلهاء عن التحديات الاقتصادية، مثل ارتفاع معدل البطالة بين الشباب، والتحديات السياسية، والافتقار إلى حرية التعبير، مشيرةً إلى أن هذه التغييرات تركت بعض السعوديين في حالة من الذهول، وجعلت البعض في حالة من الغضب، حيث لا يمكن التعرف على البلاد تقريباً للأجانب والمواطنين على حدٍ سواء، حسب الصحيفة.

وفي إطار طمس هوية المجتمع السعودي وتدمير منظومة القيم التي تشكل ملامحه كمجتمع مسلم محافظ، كشفت صحيفة "آرابيان بزنس" مشاورات يجريها مسؤولون سعوديون بشأن التمهيد للسماح ببيع الخمور في الأسواق الحرة لمطارات المملكة، التي كانت تحظر بيع تلك المنتجات في أي مكان على أراضيها.

ورجحت الصحيفة- ومقرها في دبي بالإمارات- إمكانية سماح السلطات السعودية ببيع المشروبات الكحولية لمسافري الترانزيت الأجانب أصحاب الوجهات المحددة، وأنه سوف يتم تحديد تلك الوجهات، بالإضافة إلى عدد من القواعد والشروط الواجب استيفاؤها واتباعها من أجل شراء المشروبات الكحولية لاحقاً، حسب الصحيفة.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ذكرت، الشهر الماضي، أن السعودية ستسمح ببيع المشروبات الكحولية في أحد منتجعات مشروع "نيوم" السياحي، مستندةً إلى وثائق يعود تاريخها إلى يناير الماضي، أظهرت أن المنتجع الواقع في جزيرة سندالة بالبحر الأحمر، سيتم افتتاحه مع بداية العام القادم وسيتضمن عدة حانات مخصصة لبيع النبيذ والشمبانيا وغيرها من المشروبات الكحولية، ويرى مراقبون أن تلك مجرد خطوات في مسار بدأت سلطات بن سلمان في المضي فيه متجهةً لتحويل المجتمع السعودي إلى نسخة أجنبية غربية أقرب إلى المُسخ.