نهاية مؤلمة للانتقالي في معقله – تقرير

خاص – YNP ..

 تحاول  قيادة المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال جنوب اليمن، الاستعراض مجددا في وجه  تيار التحالف الجارف لمكتسباتها،  لكن ذلك الاستعراض الاعلامي  ليس اكثر من مجرد تهدئة لأنصاره القلقين على مستقبلهم في ظل مؤشرات  نهاية الحامل الجنوبي لقضيتهم، فهل ينجح المجلس بالمناورة  للهروب من شرك واده؟

بعد يوم على بيان للانتقالي لوح فيه بفرض الادارة الذاتية في حضرموت وتفعيل العمل المسلح لطرد خصومه في الهضبة النفطية، وفق بيان صادر عن المتحدث الرسمي للانتقالي علي الكثيري، خرج رئيس وحدة شؤون المفاوضات في المجلس، ناصر الخبجي، بتهديد جديد بفرض الادارة الذاتية على كامل الجنوب  وانهاء العلاقة بالمجلس الرئاسي،  لكن وسط هذه التهديدات الطنانة لم يجرى شيء على الارض، باستثناء   حالة الطوارئ التي فرضت في عدن .. في الحقيقة وكما يرى   خبراء جنوبيين،  لم تعد تهديدات الانتقالي  تنطلي على احد بما فيه التحالف الذي صاغه في العام  2016 لتحقيق اجندة خاصة ، وهي تعكس   تخطبا في ظل تشرذم قياداته ، فحتى تلك القيادات لم تستطيع  مطالبة السعودية برفع القيود على رئيس المجلس المحتجز في ابوظبي التي  لم   يدخر جهد في سبيل تحقيق رغباتها حتى وصل به الحال لمنحه جزر يمنية..

وفق هؤلاء  لم يعد لدى الانتقالي اوراق مناورة وقد استهلك سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومجتمعيا، فعلى الصعيد  السياسي فشل المجلس  في  الخروج بحوارات جامعة تحقق التفاف جنوبي حوله،  وقد عززت المناطقية من تفكك كتلته الصلبة جنوبا، ولم يعد للانتقالي في هذا الجانب  سوى البيانات والتنقلات للجان حواره من محافظة إلى اخرى على امل ان يحضا بدعم اخر.. أما على الصعيد العسكري     فيكفي أن الانباء الواردة من معسكراته تتحدث عن تنامي حالة الانتحار في صفوف مقاتليه بعد  فشلهم في تامين ابسط  متطلبات الحياة لأسرهم، واستخدام السعودية قوت يومهم  ورقة للضغط باتجاه تفكيك  هذه الفصائل التي اصبحت بالفعل عاجزة حتى عن التحرك إلى ابين او لحج لتثبيت الامن.

الوضع المعيشي والاقتصادي في مناطق الانتقالي لا يخرج عن ذات السيناريو  وقد شكل الفساد والنهب ضربة اخرى لقيادات المجلس ومصداقيته بعد استيلائها على الموارد في الوقت الذي ترفض فيه تأمين ابسط خدمات البنى التحتية للناس التي كانت تعول على تغيير  في الوضع.

فعليا الانتقالي مستنزف على كافة الجبهات، وربما خصومه لا يزالون الاقوى بما فيهم الاصلاح الذي استخدم الانتقالي لضربه جنوبا، ولم يتبقى للانتقالي سوى انتظار اللمسات الاخيرة  لتسليم عدن لخصومه وبيد التحالف الذي صاغ المجلس وتلك الخطوة المتوازية مع دمج الفصائل  الجنوبية تحت وزارتي الدفاع والداخلية نهاية   لمسيرة قصيرة تم فيها  واد قوة جنوبية اخرى كان يمكن ان ترسم ملامح مرحلة جديدة  في اليمن ككل.