محاولة امريكية فاشلة لاستعادة نفوذها في المنطقة - تقرير

خاص -  YNP ..

مجددا تستعرض الولايات المتحدة قواتها في الخليج ،  لكن هذا الاستعراض  يأتي في وقت بدأ فيه الوجود الامريكي في المنطقة عند مفترق طرق ، فما ابعاد الاستعراضات المتتالية؟

للمرة الثالثة في اقل من شهر، تزعم الولايات المتحدة  ضبط سفن تهريب بين ايران واليمن،  لكن وخلافا للعادة التي ظلت تدعي فيه البحرية الامريكية ضبط اسلحة كلاشنكوف  واخرى شخصية ، تتحدث الان في تقاريرها عن ضبط  شحن وقود صواريخ وغيرها من المزاعم ..

تدرك الولايات المتحدة بان التقارير عن  ضبط اسلحة  الكلاشينكوف التي ظلت تزعم خلال السنوات الماضية وكذا المخدرات التي اثبتت تورط حلفائها فيها،  لم تعد مجدية ولا تسوق  مشروع الحماية الامريكية لدى حلفائها في المنطقة ممن يدركون بان اليمنيين يمتلكون في منازلهم اسلحة اكبر بكثير من تلك التي تتحدث عنها البحرية الامريكية، لذا وحتى تظهر مدى اهمية وجودها العسكري  لحماية الدول الخليجية تحاول استدعاء الفزاعة التي تثير رعبهم وتحول  ليلهم نهار  والمتمثلة حاليا بـ"الصواريخ البالستية ووقودها".

أيا تكون المسميات الامريكية التي تطلقها على كميات  سماد صناعي مشهور في اليمن ويكتنز المزارعين مخازن منه،  تأتي هذه التحركات في وقت حساس بالنسبة للمنطقة وللولايات المتحدة، فعلي الصعيد الامريكي تحاول الولايات المتحدة استعادة نفوذها في المنطقة بعد ان خسرته بفعل الحرب على اليمن ، وتسويقها المتكرر لضبط شحنات تهريب ومحاولة ربطها بين صنعاء وطهران  تتزامن مع  بدء البحرية الامريكية استراتيجية جديدة لتطويق المنطقة الاهم ومحاولة فرض النفوذ عليها عبر عسكرتها بنشر منظومات مختلفة من الطائرات  والزوارق المسيرة انطلاقا من بحر العرب والمحيط الهندي وحتى البحر الاحمر مرورا بخليج عدن ومضيق باب المندب، وهذه الاستراتيجية التي ستمكن واشنطن من تحجيم العلاقة بين دول النفط في الخليج والمعسكر الشرقي في موسكو وبكين، بدأتها واشنطن مطلع العام بتشكيل قوة من 63 دولة  لم تشارك فيها السعودية  وتسعى من خلال القوة الجديدة التي تضم اسرائيل لانتزاع  المكاسب السعودية في حربها على اليمن بالسيطرة على اهم الممرات الملاحية  في المنطقة اهمها باب المندب.

 المسار العسكري هذا المتوازي مع مسار سياسي تمثل باستمرار ايفاد المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ في محاولة للتحكم بمسار المفاوضات  بين صنعاء والرياض واخضاعها للوصاية الامريكية  يأتي في وقت كشفت فيه وسائل اعلام امريكية  عن مخاوف واشنطن من تلاشي نفوذها  في المنطقة ، حيث نقلت مجلة فورين افيرز عن مسؤولين  تأكيدهم بان واشنطن التي خسرت النفوذ في اليمن بعد سيطرة حركة انصار الله "الحوثيين"  تكاد تخسر النفوذ في المنطقة مع تراجع علاقتها بدول الخليج لاسيما السعودية والامارات بفعل الخلافات على ادارة الملف اليمني، وهو ما يشير إلى أن واشنطن تحاول بشتى السبل  استعادة النفوذ  في المنطقة ولو ادى ذلك إلى تفجير الوضع عسكريا واقليميا  لاسيما وقد بدأت السعودية تنسحب من سباق الحرب الامريكية بتقارب مع خصومها في المنطقة وابرزهم صنعاء..