لماذا فعلت السعودية ورقة العليمي – تقرير

خاص  - YNP ..

 اخيرا، سمحت السعودية  لرشاد العليمي ، رئيس المجلس الرئاسي التابع لها جنوب اليمن، بالظهور الاعلامي ، بعد ايام من التكهن حول مصيره، والغموض الذي يلف علاقة اعضائه، والازمات التي تعصف  بمستقبله، فما ابعاد تحريك ورقة العليمي  في هذا التوقيت؟

خلال مقابلته مع قناتي العربية والحدث السعوديتان، كان واضح هجوم العليمي  على الولايات المتحدة  التي اتهمها بإدارة الوضع  وفقا لمصالحها ،  وتحدث  عن ازمة مالية تمر بها سلطته قد تعجز معها في دفع المرتبات لكبار مسؤوليها خلال الشهر القادم اي بداية العام الجديد.

هذه الجزئية إضافة إلى تعليقات لخبراء سعوديين، ابرزهم عبدالله ال هتيله مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ  الرسمية، تشير إلى أن الهدف من المقابلة كان توجيه رسالة  للولايات المتحدة، إذ ان توقيتها يتزامن مع  تقارير عن خلافات امريكية – سعودية بشأن ادارة ملفي النفط والغاز في الهلال النفطي لليمن حيث تدفع السعودية بتسليم  الملف لشركة ارامكوا في حين تصر الولايات المتحدة على ادارة خالصة لها.

تريد السعودية الان ابتزاز الامريكيين ليس في ملف الحرب على اليمن، التي ترفض واشنطن قطع الدعم عنه وخاضت ادارتها خلال الايام القليلة الماضية صراعا مرير في الكونجرس لإجهاض مشروع قرار خلال مناقشة سلطات الحرب العليا يتضمن وقف بيع الاسلحة للسعودية والامارات، وهي النقطة الوحيدة المتفق عليها من قبل الرياض وواشنطن، بل في ملف النفط الغاز  ، حيث تتخذ السعودية التي اوقفت تمويل  السلطة التابعة لها جنوب اليمن بما في ذلك منع تسليم الوديعة،  منه مبرر للاستحواذ على مليارات الدولارات سنويا ممن تورد إلى حسابات في البنك الاهلي  السعودية ويشرف السفير محمد ال جابر على توزيعها مع تخصيص معظمهما لصالح الحرب على اليمن و توزيع الفتات على القيادات اليمنية الموالية لبلاده.

مع أن  مقابلة العليمي تضمنت ايضا رسائل داخلية ، خصوصا محاولة طمأنة انصار الانتقالي المتوجسين على مصير نائبه عيدروس الزبيدي  والتحركات المكثفة لتفكيك الفصائل الجنوبية  إضافة إلى تدهور الوضع  في عدن ومحيطها وانهيار العملة والصراعات داخل المجلس والحكومة ، الا انها كانت محاولة سعودية لتوجيه رسائل للأطراف الدولية ، حتى في هذه الجزئية التي جاءت في اعقاب بيان لسفراء الاتحاد الاوروبي اكدوا فيه  انقسامات عميقة داخل سلطة المجلس، وهي مؤشر على ترتيبات  سعودية بالفعل لإعادة هيكلته خلال الفترة المقبلة وبما يضمن تناغم يحد من فجوة الخلافات التي عطلت عمل  المجلس منذ تشكيله قبل فترة وجيزة.