السعودية تعتزم الاعتراف بشرعية صنعاء

YNP / إبراهيم القانص -
تقترب ساعة الفصل في التفاوض بين سلطات صنعاء والتحالف، بجهود عمانية، ربما كان لها الفضل في الحيلولة دون انفجار الوضع عسكرياً بعد انقضاء الهدنة ورفض دول التحالف والمبعوثين الأمريكي والأممي لمطالب وشروط صنعاء التي وصفوها حينئذٍ بالتعجيزية، وتمثلت جهود الوفد العماني في الدفع بالتفاوضات إلى مستوى التقارب بين سلطات صنعاء والرياض، حيث يُرجح أن الجانب السعودي،

الذي يمثل التحالف، أبدى مرونة أكثر من ذي قبل في ما يتعلق بشروط صنعاء، وحسب مراقبين فإن تلك المرونة هي أقرب لوصفها بالقبول بتلك المطالب، من أجل تمديد الهدنة والشروع في تباحثات تؤدي إلى إيقاف الحرب والتوصل إلى إحلال السلام، وقد تمثلت أبرز شروط صنعاء في صرف رواتب موظفي الدولة في كل المحافظات اليمنية بدون استثناء من عائدات النفط اليمني التي تستحوذ عليها حكومة الشرعية، ورفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة.

وتأتي وجهة نظر المراقبين بقبول الجانب السعودي بشروط صنعاء، على خلفية تصريحات مسئولي حكومة صنعاء بشأن التفاوض والتباحثات بوساطة الوفد العماني، حيث يصفونها بالإيجابية، الأمر الذي يشير إلى قبول الجانب السعودي بما تمسكت به صنعاء من المطالب والشروط لتمديد الهدنة، وكما يبدو أن التحالف تعامل مع المسألة من جانب ما توعدت به سلطات صنعاء في حال الرفض وفشل التفاوضات التي ترعاها الوساطة العمانية، خصوصاً أن المعادلة العسكرية التي فرضتها صنعاء حشرت السعودية في زاوية ضيقة، وحسب معايير القوة والتفوق في الميدان العسكري فإن السعودية في حالة عجز تام عن حماية حدودها ومنشآتها الحيوية من الهجمات المحتملة لقوات صنعاء، فكان لا بد من القبول بالشروط والثقة في ضمانات صنعاء فيما يخص أمن المملكة.

ربما تكون السعودية قد استوعبت معادلة القوة التي فرضتها صنعاء، خصوصاً بعد فقدانها ضمان الحماية الأمريكية التي كانت تستند إليها، ويُعدّ ذلك من الناحية العملية ضماناً لأمنها القومي، لكن الصدمة الكبيرة في حال إنجاز اتفاق على تمديد الهدنة ستكون من نصيب حكومة الشرعية والقوى الداخلية الموالية لها، حيث أن التحالف أُجبر على التفاوض مع سلطات صنعاء رأساً كقوة فاعلة على الأرض وثابتة في مواقفها وتمتلك قرارها، مخلِّفاً وراءه كل تلك القوى الموالية له والمسيّرة بأوامره ولا تمتلك شيئاً من القرار، وهذه نتيجة طبيعية بحكم أنها اختارت لنفسها ذلك الوضع منذ بداية الحرب، وفي الأخير لم تكن سوى أداة تم استخدامها وأصبحت بلا وزن ولا قيمة، إذ أن من قادوا الحرب كانوا على يقين منذ البداية أن التفاوض لن يتم إلا مع صاحب الحق والثابت على الأرض.

ويرى المراقبون أنه لا عزاء للمكونات اليمنية الموالية للتحالف، سوى القبول بالوضع الذي اختارته لنفسها، وقد بدأت فعلياً في التذمر والعتاب المثير للشفقة لاستبعاد التحالف لهم عن التباحثات الجارية، والتي كلما اقتربت ساعة الفصل فيها ارتفعت وتيرة المعاتبة والتذمر والبكاء على الأطلال والتذكير بالتضحيات التي قدموها من أجل التحالف، والذي يقول بدوره أن فعل ما كان يلزمه بأن دفع لكلٍ منهم مقابل ما قدمه، والخلاصة أن أولئك باعوا واستلموا الثمن، ولكن الثمن بخس والمبيع وطن وشعب بأكمله.
المستشار الإعلامي لنائب هادي المقال، الجنرال المقال أيضاً علي محسن الأحمر، وعلى وقع التقارب بين سلطات صنعاء والرياض، أشار إلى أن السعودية تعتزم سحب صفة الشرعية التي منحتها للحكومة اليمنية الموالية لها ورفع الاعتراف بالموالين لها من القوى اليمنية الداخلية، وأكد سيف الحاضري، رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" التي يمولها علي محسن الأحمر، أن السعودية عليهم القبول بما تراه مناسباً لهم كنتيجة حتمية، موضحاً في تغريدة على تويتر، أنه في سياق تطورات الوضع والتسليم به فإن المسار يتجه لرفع الرياض صفة الشرعية عن كل المسؤولين اليمنيين المتواجدين في المملكة.