التقدم المرتقب في طريق الحل اليمني.. هل تمكنت صنعاء من فرض رؤيتها

YNP / خاص -

تتجه الأنظار صوب ما ستسفر عنه الأيام المقبلة بشأن المناقشات السياسية حول الأرمة اليمنية، خصوصا بعد أن سادت حالة من التفاؤل الذي بعثته التصريحات الإيجابية لجميع الأطراف الفاعلة في الملف اليمني حول قرب التوصل إلى اتفاق لهدنة موسعة تتضمن العديد من الإجراءات التي من شأنها خفض حدة التوتر والتمهيد لوقف شامل لإطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية في البلاد التي طحنتها الحرب خلال سنوات وخلفت فيها أسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم بحسب التقارير الأممية والدولية.

وفيما يترقب اليمنيون الإعلان عن التوصل إلى الهدنة الموسعة بما ستتضمنه من إجراءات من شأنها أن تخفف من معاناتهم، بما فيها رفع الحصار بشكل كامل صرف مرتبات الموظفين، يشير محللون إلى أن ذلك في حال تحقق سيمثل نجاحا كبيرا لصنعاء، التي مارست العديد من الضغوط لتحسين شروط أي هدنة لصالح الجانب الإنساني وإنهاء معاناة الملايين من اليمنيين الذين تضررت أوضاعهم بسبب الحرب والحصار، وذلك ضمن ما تتضمنه رؤيتها للحل السياسي، والتي ظلت السعودية والأطراف اليمنية الموالية لها يرفضونها مع كل جولة مفاوضات طيلة السنوات الماضية.

وبدأت السعودية كشف النقاب عن الاتفاق الذي توصلت إليه مع سلطات صنعاء بشأن الهدنة المرتقبة، والتي تأتي بوساطة عمانية وبرعاية أممية. جاء ذلك عبر تصريحات على لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان آل سعود، والذي أكد مساء اليوم أن هناك تقدما صوب إنهاء الحرب في اليمن عن طريق تسوية سياسية بين جميع الأطراف، مضيفا أن الصراع المستمر في اليمن منذ ثمانية أعوام لن يحل إلا من خلال تسوية سياسية وإن هذا يجب أن يكون محور التركيز، مشيراً إلى وجود "تقدم يحرز لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به".

وأضاف وزير الخارجية السعودي خلال حديثه بإحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أنه يتم تحقيق تقدم صوب إنهاء حرب اليمن، التي تقود الرياض فيها تحالفاً عسكرياً، لكنه أضاف أن هناك المزيد ينبغي فعله بما في ذلك إعادة العمل بالهدنة وتحويلها إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

وقال وزير الخارجية السعودي إن المطلوب الآن هو إيجاد طريقة لإعادة العمل بالهدنة وتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار، لكنه أشار إلى أن إمكانية حدوث ذلك أمر غير واضح الآن، وأن هناك عقبات كبيرة في الطريق، بحسب وكالة دويتشه فله الالمانية.

وبالتزامن مع تصريحات وزير الخارجية السعودي، تحدثت وسائل إعلام سعودية على رأسها قناة الحدث، عن التوصل إلى اتفاق مع صنعاء حول هدنة موسعة موضحة أهم بنودها، والتي يأتي في مقدمها صرف مرتبات الموظفين في عموم اليمن وفقا لكشوفات العام 2014، توسيع وجهات الرحلات من مطار صنعاء إلى دول جديدة كقطر والأردن وماليزيا والهند بالإضافة إلى مصر والأردن، وكذا رفع الحصار نهائيا على ميناء الحديدة، كما ذكرت أن تنفيذ هذه البنود سيتم قبل إعلان تمديد الهدنة رسميا لستة أشهر.

وتأتي المكاشفة السعودية الممثلة بالحديث عن اتفاق مع صنعاء على إنهاء الحرب، عقب المحادثات التي شهدتها صنعاء الأسبوع الماضي، بعد وصول وفد سعودي ووفد الوساطة العماني، وهي المرة الأولى التي توفد فيها السعودية من يمثلها في المحادثات بشأن الحل السياسي في اليمن، وهو ما يشير إلى وصول الرياض إلى قناعة بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا بالحوار المباشر مع سلطات صنعاء والالتزام برؤيها للحل، وهو ما ظلت تطرحه الأخيرة طوال سنوات، ومع كل تحرك لملف المفاوضات، كما ظلت تطرح وقف الحرب ورفع الحصار ومعالجة الملف الإنساني كأولوية غير خاضعة للمساومة أو المزايدة أو التوظيف.