بعد استدعاء مجلسه إلى الرياض .. هل يلحق العليمي بأسرته والعمراني الى كندا ؟

بعد استدعاء مجلسه إلى الرياض.. هل سيلحق العليمي بأسرته وبالعمراني إلى كندا؟

YNP - إبراهيم القانص

يبدو أن اقتراب التوصل إلى اتفاق بين الرياض وصنعاء أحدث حالة من الاضطراب في صفوف مسئولي الشرعية، الذين لم يكونوا في مناصبهم من الأساس إلا شكلياً،

فالقرارات والأمر والنهي على مدى الأعوام الثمانية من الحرب كانت بيد قيادة التحالف، ممثلةً في السعودية والإمارات اللتين تقودانه، والمؤسف أن كل مسئول في الشرعية من أعلى الهرم إلى قاعدته يعرفون ذلك، ويعرفون أنهم يُستخدَمون فقط لتحقيق غايات إقليمية ودولية، ولم يتوقف أحد منهم أمام ما يفعلونه بحق بلادهم وأبناء شعبهم، بل ظلوا ينفذون الأوامر ويباركون الدمار الذي لحق بالبلاد والقتل العبثي الذي ذهب ضحيته مئات الآلاف من الأطفال والنساء والمسنّين، تحت قصف طائرات التحالف، بل كان أولئك المسئولون يظهرون على شاشات القنوات الفضائية يباركون تلك الجرائم الوحشية، ويبررونها ويشكرون التحالف عليها، ووحدها صنعاء من صمدت أمام ذلك، وبإرادة وصلابة مثيرة للدهشة واجهت كل ذلك الصلف، حتى وصلت إلى مستوى متقدم من القوة وثبات الموقف الذي أجبر التحالف بكل ما كان عليه من العنجهية والتعالي على إعادة ومراجعة حساباته والنزول من أبراجه الزجاجية طالباً التفاوض، وباحثاً عن طريقة تخرجه من مأزقه، خصوصاً بعد إدراكه ويقينه بأن أمن دوله القومي أصبح في مهب الخطر المحدق، وفي مرمى مسيّرات وباليستيات قوات صنعاء. ومنذ بدأ التحالف في البحث عن مخرج من ورطته في اليمن، وتوسطه بالأمم المتحدة وأكثر من دولة لإقناع صنعاء بالتفاوض على هدنة تكون خطوة أولى نحو سلام شامل ودائم؛ بدأ مسئولو الشرعية الموالون للتحالف يستشعرون ما هم مقبلون عليه من العار والخزي، فالتحالف الذي قاتلوا في صفه وباعوا بلادهم من أجله أصبح يبحث عن السلام بالتفاوض مع صنعاء، ولم يُقِم لهم وزناً أو يضع لهم اعتباراً، فقد استبعدوا جميعاً من المشاركة في التفاوضات وأصبحوا على هامش المرحلة، لتبدأ بعد ذلك عمليات التخلص منهم تباعاً، بالاستغناء عن بعضهم وتصفية البعض جسدياً ووضع البعض تحت الإقامة الجبرية، ومنهم من غادر إلى حيث سبقته أمواله وأرصدته، وآخرهم سفير الشرعية في الأردن، علي العمراني، الذي أكدت مصادر مطلعة أنه غادر عمّان إلى كندا قبل أن تناله يد الرئاسي أو التحالف، مقدماً طلب اللجوء السياسي، مشيرةً إلى أن السلطات الكندية بدأت إجراءات منحه حق اللجوء. وذكرت المصادر أن مغادرة السفير العمراني وتقديمه طلب اللجوء السياسي إلى كندا، أثارت موجةً من الغيظ لدى رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي، الذي كانت ردة فعله تشنجية، حيث استدعى جلال فقيرة، وبصورة عاجلة، ليعينه سفيراً بدل العمراني ويؤدي اليمين في ساعة التعيين نفسها، مكملاً تفريغ شحنات غضبه بإقالة الملحق العسكري علي الكليبي، الذي اشتبك مع أبناء العمراني في مطار الملكة علياء حين وصل العليمي إلى الأردن، في نوفمبر الماضي، إلا أن السفير اللاجئ وجّه رسالة تهنئة لخلفه، كمن يقول إنه غير آسف على المنصب، ليقينه أنه شكلي فقط ولم يتعد كونه وسيلة لجمع المال وقد جمع منه ما يكفي ليكمل حياته في بلد اللجوء. ويرى مراقبون أن العليمي ربما يضطر لاتخاذ قرار مشابه للعمراني في القريب العاجل، خصوصاً أنه قد أرسل عائلته إلى كندا لتقيم في العاصمة أوتاوا، تحسباً للحظة طرده والاستغناء عن خدماته، حيث أن السعودية استدعت مجلس القيادة إلى الرياض، بعد مرور سنة على تشكيله، ربما لتحديد ملامح المرحلة الجديدة ومكان كل واحد من أعضائه بعدها، إذ أن المملكة أدركت بعد تورطها في اليمن أن الحل مع صنعاء أصبح ضرورة وليس ترفاً، وقد يوجه السفير السعودي، رئيس المجلس وأعضاءه بالتوقيع على الاتفاق النهائي مع صنعاء، على ضوء تنفيذ شروطها في ما يتعلق بالملف الإنساني والاقتصادي، الذي يأتي في مُقَدَّمِه صرف رواتب موظفي الدولة من عائدات النفط اليمني، وإنهاء الانقسام المالي، ورفع الحظر كاملاً عن موانئ الحديدة ومطار صنعاء الدولي.