الإصلاح يعيش "التّيه والشتات".. و"القاعدة" يظهر تعاطُفَ "الفرع" مع "الأصل"

YNP /  إبراهيم القانص -

مرحلة صعبة وقاسية من الشتات والتَّيه يعيشها حزب الإصلاح في اليمن، حيث ارتفع صراخه ونحيبه شاكياً خذلان من استقوى بهم في الأمس واستدعاهم لضرب بلاده مقدماً كل التسهيلات التي مكنتهم من استباحة السيادة الوطنية وقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية ونهب الثروات، متهماً التحالف بتمزيقه ومحاصرته وتجويع مقاتليه بقطع المرتبات عنهم والغذاء والسلاح،

كما اتهم المكونات اليمنية التي كان يقف معها في خندق واحد للقتال تحت راية التحالف بالتآمر عليه، داعياً أنصاره أو من تبقى منهم إلى مواجهة الجميع، بمن فيهم قوات صنعاء التي حشد لمواجهتها أتباعه واستدعى الخارج إقليمياً ودولياً لمساندته في مواجهتها، على مدى ثمانية أعوام من الحرب والحصار، إلا أنه الآن يقف وحيداً مشتتاً يستجدي ويهاجم ويستعدي ويهادن، لكنَّ الجميع وضعوا أصابعهم في آذانهم وتركوه يحصد ما زرعه ويتجرع من الكأس نفسها التي تجرع مرارتها اليمنيون كافة.

 

الصحافي سيف الحاضري، رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم، المقرب من قائد الجناح العسكري لحزب الإصلاح علي محسن الأحمر، ملأ منصات التواصل الاجتماعي نحيباً يشكو مدى التشتت العسكري لحزبه في المرحلة الراهنة، وأنه محاط بالكوارث من كل اتجاه ولم يعد يدرِ مَنْ يواجه، سواء قوات صنعاء أو التحالف وحكومة الشرعية الموالية له، التي اتهمها بمحاصرة جيش الإصلاح وقطعت مرتباته ومنعت عنه السلاح والغذاء، وفق تعبيره.

 

ومن ضمن من هاجمهم الحاضري واعتبرهم جهات معادية له ودعا إلى مواجهتهم، فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي التابعة للإمارات، والتي اتهمها بمنع عودة رئيس مجلس القيادة الذي شكله التحالف، والحيلولة دون استقرار عدن، وكذلك ما أسماها "فرق الاغتيال" التي جندتها الإمارات، وأيضاً أجهزة ووسائل الإعلام التي اتهمها بمهاجمة جيش الإصلاح بأموال الشرعية، إضافةً إلى من وصفها بـ"النُّخَب" التي اتهمها ببيع الوطن براتب بخس، مشيراً إلى أن أعضاء حكومة الشرعية مجموعة من اللصوص الذين سرقوا أموال الشعب، حسب قوله.

 

وواصل الحاضري التعريض بالتحالف منوهاً بأن لديه "غباء سياسياً حيث عمل على إيهام الناس بحقائق مخادعة، وأنه عجز عن ترتيب أولويات المعركة، داعياً إلى مواجهة التحالف والحكومة التابعة له وفصائل الانتقالي وقوات صنعاء، مشدداً على أن ذلك المسار كفيل برسم معالم النصر لحزب الإصلاح، الأمر الذي استفز كثيراً من المتابعين الذين اعتبروا أنه يتحدث عن الحزب كما لو كان يمثل اليمن منفرداً.

 

ورغم استجداء وتوسلات حزب الإصلاح في حالة شتاته وتيهه لم يلتفت إليه أو يتعاطف معه أحد، إلا تنظيم القاعدة المتطرف، الذي أبدى استعداده للقتال إلى جانب قوات الإصلاح بدون الحاجة إلى التحالف، وهو ما اعتبره مراقبون اعترافاً ضمنياً بأن التظيم كان يتلقى الدعم من التحالف منذ بداية حربه على اليمن.

 

وكان زعيم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، خالد باطرفي، أطلَّ من خلال تسجيل مرئي، الأربعاء الماضي، متوعداً بمواصلة الحرب في اليمن، وقتال قوات صنعاء في جبهات مارب وشبوة وتعز، حتى وإن تخلت عنهم قوات التحالف، مؤكداً استعدادهم للقتال إلى جانب إخوانهم "المسلمين من أهل السنة" ضد قوات صنعاء التي وصفها بـ"الروافض"، مشيداً بمواقف حزب الإصلاح المعادية للإمارات التي توعدها بهجمات انتقامية رداً على عمليةٍ استهدفت عناصره في أبين وشبوة.

 

واعتبر مراقبون تعاطف تنظيم القاعدة المتشدد مع حزب الإصلاح الذي تخلى عنه التحالف والمكونات والفصائل الموالية له، نوعاً من حنين "الفرع" إلى "الأصل"، على اعتبار أن التنظيم تم تفريخه من الحزب، إبان الحرب الروسية الأفغانية، حيث تصدر حينها أبرز قيادات الإصلاح ومرجعيته الروحية، عبدالمجيد الزنداني، أكبر عملية استقطاب وتجنيد في صفوف القاعدة للقتال ضد الروس في أفغانستان، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية ودعمها، حيث ضخت حينها ملايين الدولارات مقابل كل مجند يتم ضمه إلى القاعدة.