كما فعل هادي من قبل.. مجلس التائهين في الأرض يلوذ بمكان آمن على "واتس آب"

YNP / إبراهيم القانص -
في شهر مايو من عام 2020م، وجدت حكومة التَّيْه الشرعية مكاناً وحيداً يجتمع فيه أعضاؤها ويديرون شئون البلاد، ولم يكن ذلك المكان واحدة من مدن المحافظات التي تقع في نطاق سيطرتهم، فقد حرّمها عليهم التحالف جميعها، بل كان وللأسف الشديد مجموعة مغلقة في تطبيق "واتس آب"، جاء ذلك الكشف الفضائحي المخزي على لسان المستشار الإعلامي لوزارة الإعلام، الصحافي أنيس منصور، في مقابلة مع قناة الجزيرة،

وقد عوقب هذا المستشار بأن أزاله مدير مكتب هادي من الجروب الحكومي على الواتس آب، ومن ذلك المكان مارسوا نشاطهم المستخف بأبناء الشعب اليمني، وعبروا عن قلقهم البالغ من تقدم الحوثيين في الجبهات، وشعروا بالقلق أيضاً مما يحدث في أرخبيل سقطرى، وأطلقوا تهديداتهم بأن صنعاء باتت قريبة من جحافل جيوشهم المحلية والمستوردة، وكل أشكال الاستخفاف مارسوها بحق اليمنيين، فالتحالف يريدهم هكذا، فهي العقليات التي تخدم مصالحه وإن كان الثمن بلاداً وشعباً وثروات.

لا تزال حكومة الشرعية تائهة حتى اللحظة، ومثلها المجلس الرئاسي، الذي يبدو أنه قرر أن يستريح قليلاً من التَّيه في الأرض، لكن ليس بالعودة إلى أرض الوطن بل بالسير على خطى من سبقه من التائهين، فقد حدد الفريق الإعلامي لمكتب رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رقماً على تطبيق واتس آب لإدارة البلاد وتلقي شكاوى المواطنين، وسيكون هذا الرقم أو الحساب على واتس آب "مجلس رفع المظالم"، وكما لو أن الشعب يعيش في رخاء ولا يوجد سوى القليل من المعاناة أو المشكلات التي لا يستطيع أصحابها الوصول للرئيس حتى يصدر أوامره بحلها، فهل يجهل العليمي ألّا شيء إنسانياً في مناطق سيطرة مجلسه؟ يتساءل مراقبون.

وقال ناشطون في منصات التواصل إن العليمي يكشف بفكرة "حساب على الواتس" للتواصل معه في ما يخص هموم المواطنين وشكاواهم، أنه لا يدرك حجم معاناة اليمنيين وبؤسهم في مناطق سيطرة مجلسه الرئاسي بشكل خاص، واليمن بشكل عام، وأنه بذلك يضيف فشلاً جديداً إلى ملفه السياسي، وإخفاقاً أخلاقياً بحق اليمنيين الذين لم يحترمهم ولم يقدر صبرهم على كل هذا الفشل.