قيادي جنوبي يكشف حقيقة مقتل المواطن الأصم في أبين ويُسمِّي القتلة

YNP / إبراهيم القانص -
تثبت الفصائل العسكرية التي أنشأتها الإمارات وتمولها، في مدينة عدن والمحافظات المجاورة، التزامها الدقيق بالنموذج الذي تريده أبوظبي، وتتفانى بكل ما أوتيت من دعم وإخلاص في تجسيد ذلك النموذج السيئ البشع المتوحش الذي يسترخص دماء وأرواح وممتلكات المواطنين وهم إخوتهم وأبناء بلدهم، بل وانتهاك الحرمات والأعراض والسيادة،

ولا شك أن إرضاء الإمارات هو غايتهم ولا يترددون لحظة واحدة عن الوصول لهذه الغاية، وينعكس هذا في سلوكياتهم وممارساتهم منذ سيطرت الإمارات على تلك المناطق أواخر عام 2015م، ولا شيء تفعله تلك الفصائل سوى الاغتيالات والتعذيب والقتل والنهب، حسب ما هو مخطط له ويتم توجيههم بفعله، ولا يتعرض أي واحد منهم للمساءلة أو العقاب فهم الذين يديرون البلاد ويمثلون جهاتها الرسمية الأمنية والعسكرية، وإلا لماذا أوكلت إليهم أبوظبي تلك المهمات القذرة؟

وبحسب مراقبين فإن هذا هو أبرز الفروقات بين صنعاء، كسلطة تمكنت من ضبط الأمن ولا يفلت أي مجرم من العقوبة عن أي جُرم يرتكبه، وهي مواصفات الدولة الحازمة، وبين سلطات عدن المشرعنة فقط في أدبيات التحالف والمجتمع الدولي وفي مخيلات ذلك القطيع، بينما الواقع عكس ذلك فلا أمن ولا استقرار ولا ردع لمجرم أو تأمين مواطن أو طريق أو منشأة.

تدفع الإمارات بفصائلها في المحافظات الجنوبية إلى ارتكاب أبشع جرائم التعذيب والقتل، على أسس مناطقية ومذهبية قذرة، وفق خطط مسبقة لتعميق الشقاق بين اليمنيين وتمزيق نسيجهم المجتمعي، ليكونوا في حالة ضعف دائم حتى يسهل اختراقهم والسيطرة على ثرواتهم ومقدرات بلادهم، وكانت آخر جريمة ارتكبتها فصائل الإمارات في محافظة أبين اعتقال رجل خمسيني من ذوي الاحتياجات الخاصة ينتمي لمحافظة إب، وتعذيبه حتى الموت.

الجريمة استفزت أبناء محافظة أبين قبل أن تستفز محافظة المجني عليه، إذ يرفض أبناء أبين مثل هذه الممارسات المنافية لأخلاقهم وقيمهم الدينية والإنسانية والقبلية.

الناشط عادل الحسني، القيادي السابق في المقاومة الجنوبية، أوضح في سلسلة تغريدات على تويتر، أن من اختطف المواطن محمد حسن عبده، وعذبه حتى مات، لا ينتمون لمحافظة أبين، وأن أهالي أبين جميعهم لا يقبلون أبداً بهذا الإجرام، مؤكداً أن أولئك المجرمين هم جنود مختار النوبي، من عناصر ما يُسمى بقوات سهام الشرق، حيث أخذوا المغدور به من الخط العام، على مقربة من إحدى القرى غرب مودية، ثم اقتادوه نحو شِعب وجر، وعذبوه بالنار لمدة أسبوع، ومارسوا ضده إجراماً وحشياً، ولم يراعوا سنّه أو احتياجه الخاص وهو شخص أصم، وسلموه بعد ذلك لشيخ قبلي، ثم أعطوه إلى أهله، قبل أن يفارق الحياة بساعات قليلة.. "واعتبروه شمالياً إخونجياً حوثياً مجوسياً إرهابياً"، في إشارة إلى الموجهات التي يلقنها التحالف أتباعه إثارةً للكراهية بين اليمنيين، منوهاً بأن محاربة أولئك يعتبر جهاداً مقدساً، مضيفاً: "لا تنتمي هذه العصابات إلى أبين، ولا ترحب بهم، وما قامت به عصابة النوبي من تعذيب وقتل مواطن أعزل هو عار أسود تستنكره كل قبائل أبين".

وأوضح الحسني أن قوات سهام الشرق يقودها المدعو مختار النوبي، والجنود الذين ارتكبوا جريمة القتل المواطن الأصم، هم من اللواء ثالث بقيادة نبيل المشوشي، مشيراً إلى أن لمختار لنوبي سوابق إجرامية كثيرة في أبين وردفان التي ينتمي إليها، وسبق له أن سجن واحداً من جنوده، يُدعى ماجد رشدة، ثم عذبه بوحشية، قبل أن يرميه على قارعة الطريق مذبوحاً، مؤكداً أن النوبي شخصية مكروهة من أهالي ردفان وأبين، متسائلاً: "ما الذي تريده الإمارات من اختيار مثل هذه الشخصيات الدموية؟ وهو التساؤل الذي يفسر مخططات أبوظبي في المحافظات الجنوبية وأهدافها.

ونوّه بأن "بقاء تلك العصابات لن يطول في أبين، وسيُلفظون منها كما يلفظ البحر الجيفة"، ونشر الحسني صورة ابنة المغدور به، مشيراً إلى أنها الأصغر بين ثمانية أولاد، متسائلاً مرة أخرى: "ماذا لو كان هذا المواطن جندياً سعودياً أو إماراتياً، هل سيسكت مجلس رشاد وحكومة معين ومعمر، يا للعار ما هذا الصمت"، في إشارة إلى أن سلطات الشرعية لم تحرك ساكناً بشأن الجريمة، كما لو أنها غير معنية بحياة المواطنين.