إسرائيل تستخدم مصطلحاً جديداً للتحريض باتجاه الهجوم على اليمن

YNP /  إبراهيم القانص -

لم تتقبل الولايات المتحدة الأمريكية موقف حكومة صنعاء وإجراءات قواتها في البحر الأحمر، لأنها أساساً فوجئت به، إذ لم تتخيل أن أحداً سيقف في وجهها ويجعلها عاجزة عن الوفاء بما ألزمت به نفسها من الدعم والحماية لإسرائيل في حربها الوحشية على قطاع غزة،

فبدأت تصور للعالم أن الهجمات اليمنية في البحر الأحمر- والتي تكرر صنعاء أنها فقد ضد السفن الإسرائيلية- تستهدف النشاط الملاحي العالمي وتهدد حركة الشحن الدولية، وكما هي عادتها حاولت إقناع العالم بذلك، وبعد عجزها عن إقناع حكومة صنعاء بالعدول عن قرارها برسائل كثيرة عبر عدد من الدول العربية، أعلنت تشكيل تحالف عسكري في البحر الأحمر لحماية السفن الإسرائيلية ورفع الحصار الذي فرضه قرار صنعاء وانعكس سلبياً على الاقتصاد الإسرائيلي، لكن الاستجابة لم تكن كما تخيلتها الولايات المتحدة، وفشل تحالفها ولم تتمكن من تقديم هذه الخدمة لكيان الاحتلال، إذ لا تزال موانئه فارغة بفعل الحصار اليمني.

 

المسألة لم تعد فشلاً في حماية السفن الإسرائيلية وحسب، بل تطورت إلى واقع يقول إن الهيمنة الأمريكية انكسرت وبدأت بالسقوط فعلياً، فلم تفشل الولايات المتحدة منذ بسطت هيمنتها على العالم كما فشلت الآن أمام عجزها عن وقف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، فتحالفاتها ضد أي دولة في العالم حققت ما هدفت إليه إلا تحالفها ضد اليمن والذي أسمته "حارس الازدهار"، ولذلك بدأت واشنطن مرحلة من المكابرة لإقناع العالم بأنها لا تزال ذلك المارد الجبار الذي لا يجرؤ أحد على الوقوف أمامه، ولم يكن أمامها سوى محاولة تقديم هذا الفشل على أنه انتصار، لكنها وقعت أيضاً في تناقض كشف بالفعل مدى السقوط الذي تعانيه وتعجز عن إيقافه.

 

إيجاز صِحافي باسم قائد القوات البحرية الأمريكية في القيادة المركزية الوسطى، براد كوبر، بشأن تحالف "حارس الازدهار"، قال فيه إن هذا التحالف دفاعي ومنذ بدأت عملياته في الثامن عشر من ديسمبر الماضي، عبرت البحر الأحمر ومضيق باب المندب ما يقارب 1500 سفينة تجارية، وهنا هفوة إعلامية أسقطت التحالف الأمريكي وكشفت فشله بشكل لم تكن واشنطن تتوقعه، فالسفن غير الإسرائيلية والتي لا ترتبط بإسرائيل تعبر البحر الأحمر وباب المندب بأمان كل يوم، وهو ما تؤكده صنعاء بوضوح وباستمرار، وتواصلت بشأنه مع كل شركات الشحن البحري، فقط السفن الإسرائيلية والمتوجهة إلى موانئ إسرائيل لم تتمكن من العبور حتى اللحظة، ولا فضل للولايات المتحدة في عبور بقية السفن، والعالم يدرك ذلك جيداً.

 

وضع لم تتوقع الولايات المتحدة أن تصل إليه، فما كانت تطلق عليه استراتيجيات الردع وكل تلك المصطلحات العنترية يتحول فجأة إلى محاولات للحفاظ على الهيمنة، ومن ثم يصل إلى ما أصبح متداولاً بكثرة وهو "الانتصار للكرامة الأمريكية" والذي غالباً ما يُستخدم خلال الحديث عمّا يسمونه التجاوزات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي، فهل فقدت الولايات المتحدة كرامتها هناك؟

 

الباحث في الشؤون العسكرية العميد عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة التابعة لحكومة صنعاء، قال في منشور على موقع إكس: "خلال الأيام الماضية كانت التناولات في واشنطن تستخدم مصطلح الردع الأمريكي، وأن اليمن تجاوز الحدود بما ينفذه من إجراءات في البحرين الأحمر والعربي، والاستراتيجية الأمريكية تتمثل في السيطرة على المضايق والممرات المائية، ولهذا لا بد من ردع اليمن حتى لا يتمادى أكثر".

 

وأشار العميد بن عامر إلى أن البعض بدأ بعد ذلك في الحديث عن "الحضور الأمريكي في المنطقة وكيف أن الهيمنة الأمريكية تتأثر سلباً بما يحدث في البحر الأحمر، فاليمن كسر تلك الهيمنة وقد يحدث تراجع أمريكي في المنطقة إذا لم يتم تدارك الأمر بشن الهجوم على اليمن"، مؤكداً: "اليوم فوجئنا باستخدام البعض في واشنطن مصطلح الكرامة الأمريكية وأن الانتصار لهذه الكرامة يتطلب عملاً عسكرياً لردع اليمن".

 

ولفت بن عامر إلى أن "هذه المصطلحات تُستخدم بشكل متعمد من قبل مسؤولين ومسؤولين سابقين، وكذلك مراكز دراسات وأبحاث ووسائل إعلام، والهدف منها إثارة صانع القرار الأمريكي ودفعه إلى شن العدوان على اليمن، فغالبية أولئك المسؤولين أو وسائل الإعلام مرتبطون باللوبي الصهيوني، وهو اللوبي الذي يتولى التحريض على اليمن منذ أسابيع، وحتى يومنا هذا، وسوف يستمر في التحريض ضمن ما ينفذه هذا اللوبي من أجندة تخدم الإسرائيلي بالدرجة الأولى".