فيما تؤكد صنعاء أن الملاحة الدولية آمنة.. إسرائيل تحاول تحشيد العالم ضد اليمن

YNP / إبراهيم القانص -

يحاول الكيان الإسرائيلي تدويل القرار اليمني بحظر عبور السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وإقناع دول العالم أن سفنها جميعاً مستهدفة بالقرار اليمني، في وقت تؤكد صنعاء أن القرار يخص السفن الإسرائيلية والسفن المتوجهة إلى موانئ الاحتلال، وما عدا ذلك فالملاحة البحرية الدولية آمنة.

وتكريساً للفكرة الإسرائيلية التي تحاول من خلالها تل أبيب حشد دول العالم لمواجهة الحوثيين بالنيابة عنها، قال متحدث الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في معرض إجابته عن سؤال وجِّه إليه في مؤتمره الصحافي اليومي، أمس الأحد، عمّا إذا كان هناك نية للقيام بعملية عسكرية في اليمن: "ما يحدث في باب المندب، هو أن الحوثيين هاجموا سفناً ليس لها علاقة بإسرائيل، وهذا يتعلق بحرية الملاحة الدولية وهناك قوة دولية للقيادة المركزية الأمريكية مع قوة خاصة من عدة دول من أجل إبعاد هذا التهديد ونحن مع شركائنا نراقب ذلك".

 

وعقب كل عملية تنفذها قوات صنعاء في إطار ترجمتها الفعلية لموقفها المتضامن الفلسطينيين منذ الأيام الأولى لانطلاق عملية "طوفان الأقصى"، يلقي المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، بياناً عسكرياً، يذكر فيه تفاصيل السفن التي تم احتجازها أو ضربها أو إجبارها على تغيير مساراتها، وفي كل تفصيل يتضح أنها سفن إسرائيلية أو مرتبطة بشركات ورجال أعمال إسرائيليين.

 

يتطابق ذلك مع تصريحات الوكالات البحرية الدولية والعالمية، مثل الوكالة البحرية البريطانية، التي تتبع مسارات السفن في خطوط الملاحة البحرية في المنطقة العربية وغيرها، الأمر الذي يرجعه مراقبون إلى الصعوبة التي تواجهها إسرائيل في استيعاب ما يترتب على الموقف اليمني من تداعيات سلبية على اقتصادها وعجزها عن مواجهة ذلك، وهو ما يدفع بها إلى التهرب من المشكلة وتحويلها إلى الولايات المتحدة الأمريكية للتعامل معها، وقد نقلت وسائل إعلام متواترة عن رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو أنه أبلغ الرئيس الأمريكي والمستشار الألماني بأنه إذا لم يتصرفوا مع تهديد الحوثيين فسوف يرد هو عسكرياً.

 

ورغم معرفة إسرائيل أن القوات اليمنية أكدت أمان الملاحة البحرية ما عدا السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى إسرائيل، إلا أنها تحاول تدويل المشكلة على سبيل حشد تأييد عالمي لمواجهة قوات صنعاء، حيث نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن رئيس غرفة الشحن، يورام زيبا، أن التهديد اليمني سيقفز بالأسعار بنسبة 30%، مؤكداً أن ما لا يقل عن 5 سفن حاويات تصل إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر مرة واحدة كل الأسبوع.

 

وفي إطار محاولة تدويل الحظر اليمني على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، أضاف زيبا: "إعلان الحوثيين دراما كبيرة، لأنه لم يكن هناك مثل هذا التهديد على البضائع الإسرائيلية من قبل، وإذا تحقق فقد تكون له عواقب ليس هنا فقط، ولكن في بلدان أخرى في العالم".

 

على الصعيد نفسه، ومن أجل تحشيد العالم ضد اليمن، قال جدعون غولبر المدير التنفيذي لميناء إيلات: "كيف تسمح دول العالم الحر لمجموعة من الحوثيين بالتسبب في مشكلة اقتصادية خطيرة؟ ولا بد من تشكيل ائتلاف لحل هذه المشكلة"، موضحاً أن "ما بين 80% و85% من إيرادات الميناء تأتي من استيراد المركبات، وبسبب تهديد الحوثيين، السفن لا تأتي، فقدنا 14 ألف سيارة في الفترة من منتصف نوفمبر إلى ديسمبر".

 

ويؤكد مسؤولو صنعاء أن السفن التي يشملها القرار اليمني هي السفن الإسرائيلية- حكومية أو خاصة- والسفن المملوكة كلياً أو جزئياً لإسرائيليين، إضافة إلى كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية بغض النظر عن جنسيتها، فيما بقية السفن آمنة، ويمكن مرورها بدون أي عراقيل.