هل تنجح أمريكا بالضغط عسكريا لكسر حصار إسرائيل ؟

خاص - YNP..

مع تكثيف الولايات المتحدة  تحركاتها في ملف اليمن، على إيقاع تصاعد الهجمات على إسرائيل، يتسأل الكثيرين عن  إمكانية   وصول الوضع إلى مرحلة المواجهة، فهل  تفتح أمريكا جبهة اليمن؟


عسكريا اعادت الولايات المتحدة نشر بوارجها في المياه المحيطة باليمن، حيث تتمركز حاليا  قرابة 12  بارجة بينها حاملة الطائرات ايزنهاور التي  تم  ارسائها قبالة السواحل الصومالية على الساحل الشرقي لليمن إضافة إلى المدمرتين كارني ومايسون التي تم إعادة نشرهما في البحر الأحمر. كما تم استنفاره الاسطول البحري الذي تم نشره مؤخرا في البحر الأبيض المتوسط.

هذه التحشيدات  تتزامن مع بدء وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن جولة في الخليج تشمل البحرين وقطر وإسرائيل  وسط تسريبات أمريكية عن مساعي لتشكيل تحالف جديد  لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.

وجميعها تأتي في اعقاب فشل مفاوضات بين صنعاء وواشنطن  برعاية عمانية لخفض التصعيد في البحر الأحمر حيث جددت صنعاء على لسان رئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام  تأكيده التزام اليمن بموقفه الإنساني والأخلاقي  تجاه دعم غزة وشدد على ضرورة رفع الحصار عن القطاع كشرط لخفض التصعيد.

كانت واشنطن تحاول  مساومة صنعاء بملفات سياسية وإنسانية مقابل وقف الهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل، لكن صنعاء رفضت ذلك وهو ما يدفع واشنطن لمحاولة الضغط عسكريا  والتلويح بكسر الحصار بالقوة.

فعليا لا مؤشر على إمكانية شن الأمريكيين عدوان على اليمن في هذا التوقيت الذي يحاولون فيه احتواء تداعيات الحرب على غزة ومنع توسيعها إقليميا كما يؤكد المسؤولين الأمريكيين،  فالخيارات المتاحة ، وفق خبراء ، لا تعدو عن تنظيم قوافل سفن  ترافقها مدمرات أمريكية  إلى الموانئ الإسرائيلية وهذا الخيار سبق وأن فشل في مهده حيث تعرضت العديد من سفن الشحن لهجمات مباشرة  خلال ابحارها بمرافقة مدمرات أمريكية وفرنسية وبريطانية وباعتراف تلك الدول..

قد تكون خيارات واشنطن عسكريا  في البحر الأحمر  محدودة لكن ذلك لا يعني خروج الوضع عن دائرة الاحتواء في ظل التهديدات التي تطلقها القوات اليمنية للسفن بما فيها البوارج الغربية التي تحاول اعتراض  تنفيذ القرارات اليمنية بحظر الملاحة إلى إسرائيل ، ناهيك عن حجم التوتر الذي قد تصعده التحشيدات الامريكية والاستعراضات وقد يدفع لاستهدافها بشكل مباشر او اتخاذ صنعاء إجراءات احترازية لحماية سواحلها ومدنها الساحلية عبر نشر الغام بحرية قد تدفع تلك السفن ثمنها باهظا.