قوات صنعاء حرصت أيضا بعد كل عملية استهداف لسفينة مرتبطة بإسرائيل، على التأكيد بأن الملاحة في البحر الأحمر آمنة، وأن ما يؤثر عليها هو حشد أمريكا لأساطيلها وبارجاتها إليه.
في المقابل، كان الإعلام الأمريكي يتحدث عن بشكل مستمر عن عمليات تهدد الملاحة في هذا الممر. كان الهدف من ذلك دفع بلدان العالم إلى المشاركة في التحالف البحري الذي دعت إليه واشنطن، بحجة تأمين الملاحة.
غير أن الاستجابة الدولية للدعوة الأمريكية كانت ضعيفة أو منعدمة، وهو ما دفع واشنطن ولندن إلى العمل منفردتين، في البحر الأحمر، وعلى مستوى العمليات الجوية في اليمن.
بالتزامن مع العمليات الجوية والبحرية، حرصت أمريكا وبريطانيا على التأكيد بأن عمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر منفصلة عما يجري في غزة، وبأن العمليات تستهدف سفنا غير مرتبطة بإسرائيل.
فيما يتعلق بالجزء الأول، تلقت أمريكا صفعة من المملكة العربية السعودية التي أكدت عبر وزير خارجيتها، أن عمليات قوات صنعاء على صلة وثيقة بما يجري في غزة. كانت السعودية ومصر قد رفضتا المشاركة في تحالف "حارس الازدهار" الذي دعت إليه أمريكا.
أما ما يتعلق بالجزء الثاني، أي الحديث عن استهداف سفن غير مرتبطة بإسرائيل، فقد كان الهدف منه الترويج لانتصار عسكري لا وجود له. في آخر تصريح لها، أكدت القيادة المركزية الأمريكية أنها تمكنت من تأمين مرور 2000 سفينة من البحر الأحمر.
في الحقيقة، كان عدد السفن الذي يفترض أن يمر أكبر من هذا، لو لم تعسكر أمريكا وبريطانيا هذا الممر المائي الهام، أمام مرور 2000 سفينة فيؤكد أن ما تقوله صنعاء دوما عن وضع الملاحة في البحر الأحمر، صحيح.
وبما أن السفن التي تستهدفها قوات صنعاء هي فقط المرتبطة بإسرائيل وأمريكا وبريطانيا، هل تستطيع القيادة المركزية أن تكشف عن عدد السفن التي مرت وكانت مرتبطة بهذه الدول؟.
بالطبع، لا يمكن الكشف عن ذلك، لأن أيا من السفن المرتبطة بإسرائيل لم تمر، وهو ما أكده وزير الإعلام في حكومة صنعاء اليوم، حين قال إن “القوات البحرية اليمنية رصدت الرقم صفر لعدد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر”.
وأكّد الشامي في تصريحات إعلامية، ، أن عمليات قوات صنعاء العسكرية في البحرين العربي والأحمر “لا تستهدف سوى السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية فقط”.
- عبدالرزاق علي ـ عرب جورنال:
