كل هذا يحدث بعد خطاب قائد أنصار الله !

YNP / إبراهيم القانص -  
ظهر وزير الدفاع الإسرائيلي على ظهر سفينة حربية في منطقة إيلات، مهدداً بأن إسرائيل لن تتسامح مع محاولات مهاجمة إيلات أو الإضرار بها، مشيراً إلى أن تهديد مضيق باب المندب ليس تهديداً لحركة الملاحة الإسرائيلية فقط بل للملاحة الدولية، لافتاً إلى أن مقاتلي الاحتلال وقواته البحرية والجوية جاهزة للدفاع عن إسرائيل، أما شكره لوزير الدفاع الأمريكي الذي تكفل بحماية سفن الكيان بتشكيله تحالفاً عسكرياً لوقف العمليات اليمنية فكان أشبه برسالة يبلغه من خلالها أن إجراءاته تأخرت، وتهديداته لم تردع الحوثيين، حسب مراقبين. 

واعتبر مراقبون ظهور الوزير الإسرائيلي من إيلات تحديداً، وإطلاق تهديداته من سطح سفينة حربية، تطميناً ومواساةً لسكان إيلات كونها أصبحت مدينة منكوبة، فمنذ بدأت القوات اليمنية استهدافها بالصواريخ والطائرات المسيّرة فقدت نشاطها السياحي الذي كان يرفد خزينة الاحتلال بأموال طائلة، بل إن أعداداً كبيرة من السكان المقيمين غادروا خوفاً على حياتهم، أما ميناء إيلات فقد أصبح خاوياً على عروشه وتعذر وصول أي سفينة إليه، نتيجة القرار اليمني الذي قضى بحظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، ومنع توجّه أي سفينة تجارية إلى موانئ الاحتلال عبر مضيق باب المندب.

اللافت أن ظهور وزير الدفاع الإسرائيلي من إيلات جاء عقب ساعات على كلمة متلفزة لقائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي، الأربعاء، أكد فيها أن التحالف الذي أعلنت الولايات المتحدة تشكيله لحماية السفن الإسرائيلية لن يغير شيئاً من الواقع، فحظر عبور السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بالكيان من باب المندب والبحر الأحمر سيستمر حتى تتوقف الحرب على غزة ويُرفع الحصار عن أبنائها.

بعد كلمة قائد أنصار الله، أيضاً، كثر الحديث عن ضرورة دخول المساعدات إلى غزة، وارتفعت وتيرة التحركات لبحث التوصل إلى هدنة إنسانية، والتقليل من الخسائر في صفوف المدنيين، فالتحالف العسكري الأمريكي لا تزال ولادته متعسرة وقد يخرج ميتاً، وفق مراقبين.

ونقلت رويترز عن البيت الأبيض الأمريكي أن دخول المساعدات إلى قطاع غزة أصبح ممكناً عبر الأردن، ووزارة الخارجية الأمريكية شددت على ضرورة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحاجة لمنع التصعيد، والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إنهم مستعدون لوقف القتال إذا أمرهم السياسيون بذلك، كل هذه التصريحات الإيجابية جاءت عقب خطاب قائد أنصار الله، وتأكيده بثقة كانت واضحةً ولافتة أن موقف اليمن لن يتغير، وأنهم مستعدون لمواجهة كل الاحتمالات، أما فتح البحر الأحمر فلن يتم إلا بتحقق الشروط التي يعرفها الجميع، وكلها متعلقة بالحرب الإسرائيلية على غزة. 

الباحث في الشؤون العسكرية العميد عبدالله بن عامر، قال في منشور على موقع إكس، إن صنعاء "تتلقى مواقف أحزاب وفعاليات جماهيرية عربية وإسلامية تتضامن مع الشعب اليمني وتحيي اليمن وموقف قواته المسلحة المساند لفلسطين وغزة، وتدين التحالف الأمريكي لحماية إسرائيل في البحر الأحمر، وتؤكد رفضها لأيّ تحركات عدوانية ضد اليمن"، مؤكداً أن "تحركات ولقاءات مهمة تُجرى في أربع عواصم عربية، من بينها مسقط والقاهرة، بشأن غزة وتطورات الموقف في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن من ضمن ما يتم نقاشه وتداوله خفض التصعيد في البحر الأحمر مقابل إدخال ما يحتاجه قطاع غزة من غذاء ودواء".