لماذا عاودت أمريكا رفع قميص الحرس الثوري في اليمن مع إعادة تصنيف "الحوثيين"؟

خاص – YNP ..

مع دخول قرار تصنيف حركة انصار الله على لائحة الإرهاب حيز التنفيذ، اعادت واشنطن تسويق يافطة  الوجود الإيراني في اليمن، فما ابعاد الحملة الجديدة وما تبعات التصنيف؟


قرار تصنيف انصار الله على لائحة العقوبات دخل فعليا حيز التنفيذ الجمعة ، وبعد نحو شهر من  التصعيد الأمريكي ضد الدولة التي تتعرض لحرب وحصار منذ 9 سنوات ، وهو فعليا خاوي تمام ولن يؤثر  على اليمن، وفق تأكيدات مسؤوليها والمعطيات على الأرض.

فعليا، أمريكا  استبقت تفعيل القرار بتصعيد عسكر تمثل بقصف  المدن اليمنية وهو خيار كان يمكن لأمريكا استخدمه كورقة ضغط لتحقيق اجندتها  في كسر الحصار اليمني على إسرائيل وحتى العقوبات الاقتصادية  بدات مبكرا مع قرار الخزانة الامريكية فرض عقوبات على شركات صرافة وتحويلات مالية وشركة استيراد مواد غذائية  اضف إلى ذلك قرار الإدارة الامريكية وقف توزيع المساعدات لملايين اليمنيين المتضررين من الحرب والحصار على مدى السنوات الماضية.

هذه الخطوات تؤكد بان اليمن حاليا ومنذ فترة وجيزة تحت الحصار الاقتصادي والعدوان العسكري ولم يعد بيد أمريكا ما تفعله باستثناء مزيد من التخبط هنا وهناك.

ومع أن  الفارق بين توقيت اعلان التصنيف وتنفيذ خطواته  يعكس تخبط امريكي واضح في ظل غياب الاستراتيجية للتعامل مع بلد نهض من تحت ركام الحرب  ليستهدف ويدمر ويبعثر أوراق واساطيل  دول عظمى استأسدت المشهد وتصدرت النفوذ العالمي لعقود،  الا ان ثمة خطط أخرى لواشنطن   لما بعد التصنيف،  فقرار  تنفيذ التصنيف  بالتوازي مع تحريك فزاعة  "ايران"   يشير إلى أن الهدف الأمريكي  هو نسف التقاربات الأخيرة في المنطقة وابرزها تلك التي قادتها الصين ونجحت من خلالها لتقريب وجهات النظير بين الرياض وطهران بعد عقود من القطيعة بفعل الكيد الأمريكي – البريطاني  خصوصا وانم أمريكا تحشد لتوسيع رقعة الصراع ليس مع اليمن فحسب بل أيضا مع الصين وايران ذاتها وقد بدأت ذلك بالفعل باستفزازات عبر استهداف سفن إيرانية بذرائع مختلفة.

بالنسبة لليمن، فإن الهدف  هو نسف  الاتفاق السياسي الذي كان على وشك التحقق بين الأطراف اليمنية التي تقاربت في وجهات النظر بشأن الحرب على غزة والعمليات اليمنية ضدها،  والذي اتسعت رقعته إقليمية مع التفاف إقليمي  حول  عمليات اليمن وتأطيرها بما يدور في غزة وذلك ما برز  علنيا بالمواقف السعودية الرافضة للتصعيد ضد اليمن وتوصيف عملياته كرد على ما يجرى في غزة.

هذا التقارب الذي من شانه انهاء  النفوذ الأمريكي في اليمن  وإلغاء الوصاية الدولية الذي ترفض أمريكا ازالتها وعلى راسها القرار 2216، إضافة إلى حجم القوة في الإقليم والذي قد يشكله تقارب اليمن وجيرانها بعد سنوات من المواجهة  وفي اهم مناطق الملاحة الدولية   يثير قلق أمريكا وحلفائها في الغرب وقد برز ذلك في تصريحات وزير الدفاع الإيطالي الذي حاول توصيف ما يجرى بمثابة صراع جيوسياسي دولي.

وحتى لا تجد أمريكا  نفسها خارج اللعبة في المنطقة الأهم  عالميا ، تلقي حاليا بكل ثقلها  لبعثرة الترتيبات الأخيرة التي قادتها الصين للملمة جروح المنطقة الغائرة بالصراعات ، وابرزها   إعادة اشعال الحرب  في اليمن على امل تفكيك الكتلة الصلبة التي ظلت صامدة لسنوات من الحرب والحصار وبدأت تحمل لواء الدفاع عن الامة بنقل معركتها إلى مستوى اعلى حقق التفاف شعبي واقليمي ودولي.