ما وراء محادثات ايران وامريكا في البحر الأحمر؟

خاص -  YNP ..

تواصل الولايات المتحدة وحلفائها للأسبوع الثاني على التوالي تسريب اخبار حول مفاوضات سرية مزعومة مع ايران بشأن البحر الأحمر، فما ابعاد الخطوة الامريكية؟


 فعليا، سبق للولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي  على مدى الأشهر الماضية وان قرعت بوابة ايران بحثا عن تهدئة في البحر الأحمر، تارة بالتهديد والوعيد وأخرى بالدبلوماسية، وكان ذلك واضحا للعيان ويبث عبر تقارير رسمية ، لكن رغم الجهود الهادفة لرفع الحصار عن إسرائيل لم تكلل تلك الجهود بالنجاح في ظل رؤية  ايران للعمليات اليمنية على انها مشروعة في ظل  حرب الإبادة والتدمير الممنهج بحق سكان غزة. 

كان هذا الفشل دافع لأمريكا وبريطانيا لتدشين مرحلة جديدة من  العدوان على اليمن تمثل بالعملية التي بدأتها بريطانيا وامريكيا في يناير الماضي ولا تزال مستمرة بوتيرة عالية وشملت قصف صاروخي وغارات جوية على معظم المدن اليمنية في الشمال .. كانت العملية بمثابة اغلاق للنافذة الدبلوماسية وقد تجرات تلك الدول على اختراق سيادة دولة، ولم يتبقى سوى المواجهة.

اليوم تعيد أمريكا الكرة إلى ملعب الدبلوماسية مجددا وقد استنفدت خياراتها العسكرية ولها اهداف جديدة ليس فقط خفض التصعيد في البحر الأحمر بل تلافي مزيد من التصعيد خصوصا وأن الحراك الدبلوماسي جاء في اعقاب اعلان قائد حركة انصار الله عبدالملك الحوثي توسيع العمليات إلى المحيط الهندي وراس الرجاء الصالح ، وهو اعلان ليس للاستهلاك الإعلامي وقد جاء في اعقاب سلسلة عمليات اكدتها البحرية البريطانية ، ناهيك عن التقارير التي تتحدث عن دخول صواريخ فرط صوتية الخدمة في اليمن .

قد تكون أمريكا اجرت اتصالات مع مسؤولين أمريكيين في إطار محاولة استثمار العلاقات الجيدة بين اليمن وايران ، لكن نتائج تلك الاتصالات برزت مع خروج الحوثي بقرار توسيع الحصار على الاحتلال إلى اخر ممراته الملاحية وهي خطوة تشير إلى أنه ما من خيار اخر  لوقف هذا التصعيد سوى الامتثال للحق والعدل بوقف مجازر الإبادة بحق سكان غزة وانهاء حرب  التجويع المستمرة منذ 6 اشهر.