مستشفيات عائمة وعروض بإيواء للفلسطينيين.. مبادرات إنسانية بمواصفات إسرائيلية ودول عربية تنافس الجميع

YNP / إبراهيم القانص :

تهجير الفلسطينيين قسراً أو خداعاً واحتيالاً من منازلهم وأرضهم كان ولا يزال أسلوباً رئيساً من أساليب السياسة الإسرائيلية، وفي الحرب الإسرائيلية الدائرة على قطاع غزة ومنذ أيامها الأولى تضغط إسرائيل بكل قوتها باتجاه تهجير أهالي القطاع، بدءاً من الطلب الذي وجهته لمصر بفتح معبر رفح لاستقبال النازحين الفلسطينيين، بعد ما اتاحت لهم العبور إلى هناك، إلا أن مصر رفضت ذلك ولا تزال ترفض، ومروراً بالقصف المكثف والمتواصل للمنازل، وصولاً إلى قصف المستشفيات والممرات الآمنة والمدارس والمساجد والكنائس، وكل هذا التوحش من أجل إخلاء القطاع من ساكنيه قتلاً أو إجباراً على النزوح.

هذه المرة تساند إسرائيل دول عربية وأجنبية في مسألة تهجير الفلسطينيين، لكن تحت عنوان المبادرات الإنسانية، التي تُظهر التعاطف مع أهالي غزة نتيجة القتل العبثي الذي يصطادهم ليل نهار تحت نيران الطائرات والمدفعية الإسرائيلية، لكن الفلسطينيين أدركوا اللعبة وحجم المؤامرة وتعاملوا معها بطريقة سليمة أفشلت المخطط، وكشفت حجم التآمر العربي والغربي والأوروبي.

وفي هذا الصدد، كشف العميد عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي لقوات صنعاء، والباحث المتخصص في الشئون العسكرية، عن خفايا وأهداف المبادرات الإنسانية التي قدمتها إيطاليا وتركيا والإمارات ودول عربية أخرى، والمتمثلة في توفير مستشفيات عائمة وبديلة لأبناء غزة، واستضافتهم وأبنائهم لديها، حيث قال وزير الدفاع الايطالي إن بلاده سترسل مستشفى عائماً قبالة ساحل غزة، وقبله أكدت تركيا استعدادها لاستضافة المئات من الأطفال والمرضى، وقبلها قالت الإمارات إنها مستعدة لاستضافة ألف طفل مع عوائلهم، بالإضافة إلى دول عربية أخرى أبدت الاستعداد لاستضافة المئات من أبناء القطاع تحت عنوان (الحصول على الخدمات الطبية).

في هذا السياق أكد الباحث في الشئون العسكري العميد عبدالله بن عامر، أن ذلك يأتي في إطار مخطط إسرائيلي يهدف إلى توفير بدائل للمستشفيات في غزة، ولهذا يضغط باتجاه قصفها، وفي الوقت نفسه يدفع بالدول الصديقة له إلى تقديم بدائل، موضحاً أن توفير هذه البدائل كالمستشفيات العائمة، وكذلك الضغوط على مصر لبناء مستشفيات في رفح (المنطقة المصرية)، يسهم في إخراج وتهجير سكان غزة.

العميد بن عامر أكد، في سلسلة تدوينات على منصة إكس، أن قيادة حركة حماس كشفت ذلك المخطط، حيث أعلن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، من بيروت- قبل أيام- لمن يريد أن يبني مشافي فعليه بناؤها داخل غزة وليس خارجها، ومن يريد تسخير مشافٍ عائمة فليأتِ بها إلى شواطئ غزة بشكل مباشر. وأشار إلى أن قراءة ما وراء كل تصريح وربطه بالأهداف الإسرائيلية وبما يدور على الأرض، تكشف أنها تحمل في ظاهرها طابعاً إنسانياً، لكنها في الحقيقة تخدم الكيان الإسرائيلي وتنفذ مخططاته.

ويلفت بن عامر إلى أن من ضمن المبادرات التي تصبغها القوى المساندة لإسرائيل بالطابع الإنساني، المساعي الأمريكية من أجل هدنة إنسانية، وبالسياسة الإعلامية المضللة نفسها، قال البيت الأبيض، قبل أيام، إن اسرائيل وافقت على هدنة إنسانية تستمر لـ 4ساعات، موضحاً أن التركيز على الخبر يفضي إلى فهم أن أربع ساعات هدنة في اليوم تعني أن إسرائيل سوف تواصل قصف غزة لمدة 20 ساعة في اليوم، لأن اليوم 24 ساعة، مؤكداً أن الولايات المتحدة تمارس الخداع والتضليل بحديثها عن 4 ساعات هدنة لتبرر وتشرعن القصف الإسرائيلي ل 20 ساعة.

ومع كل إعلان تضليلي من الولايات المتحدة الأمريكية، تتداعى القنوات العربية لتغطية الخبر وتشيد به الجهات الرسمية للدول العربية والغربية المساندة للكيان المحتل، كما لو أن الجميع يتم توجيههم من غرفة عمليات واحدة.