فن اشغال الشعوب عن واقعها !!

YNP - قـــيس الـــــوازعي :
(تصدير الأزمات إلى الخارج!) فن من الفنون القيادية الناجعة، التي أتقنها ويتقنها حكام العالم الثالث، الذي نحن العرب منه وفي طليعته.
هذا الفن هو أحد أهم الأساليب السياسية الماكرة، المعروفة، التي تلجأ إليها الأنظمة


الحاكمة الفاسدة، لإغواء شعوبها عن الحقيقة المُرَّة، كلما أوشكت على الظهور، وكادت رائحتها المنتنة تزكم الأنوف!؟
وتحتل الأنظمة العربية ( الدكتاتورية)، بطبعها، مركز الريادة في اللجوء لهذا الأسلوب السياسي القذر. والسبب أنها أكثر الأنظمة الحاكمة فسادًا في العالم الثالث.
ولو أنها سلكت سبيل الديمقراطية السياسية المتحضر للوصول للسلطة لعملت، دعك من وطنيتها وولائها، بجد واجتهاد، على الإيفاء بالتزاماتها وتنفيذ وعودها، التي دفعت أغلبية جماهير الشعب لانتخابها، جاعلة من الرقابة الرسمية والشعبية سوطًا يهددها بانتقاداته ويزودها بملاحظاته. لتكون النتيجة الحتمية هي الترفع عن العبث بأموال الشعب ومقدراته واستغلالها لنهضة الوطن ورفاهية الشعب. بدلًا من سرقتها واللجوء إلى تضليل الشعب ومخادعته.
الحكام الفاسدون يجدُّون في اختلاق المشكلة من العدم، ثم يوكلون لوسائل إعلامهم الرخيص تضخيم وتعميم المشكلة، حتى تصبح الشغل الشاغل لأفراد الشعب، بعيدًا عن معاناته الناتجة عن همجية الفاسدين وعبثهم وتبذيرهم.
وعند مرحلة معينة يبادر رأس النظام للتصدي للمشكلة والبحث عن حلول لها. ترافقه هالة من الإعلام؛ مدحًا وتمجيدًا وتبشيرًا بالنصر على يديه.
وعندما يحالفه التوفيق(فينجح) في حل المشكلة،(التي صنعها بيديه القذرتين) سوف يكون لإعلامه الزائف دور جديد، غايته تمجيد قدراته الفذة، وتعظيم وطنيته الصادقة،
كونه المنقذ، الذي لايجوز نكران فضله ولا التخلي عنه !
بهذه الأساليب الماكرة يحكمون أوطانهم ويسوسون شعوبهم، فينهبون الثروات، وفوق ذلك يصنعون لأنفسهم ـ كما يظنون ـ الأمجاد العابرة للتواريخ والأزمنة. ولكن هيهات، هيهات لهم ذلك !
في الأشهر القيلة الماضية أشعل الإعلام المصري (المعروف بدهائه وبمقدرته وولائه لوطنه ونظامه) أشعل المشاعر الوطنية الداخلية حماسة وعصبية، منقطعة النظير، ثم ألحق بهم مشاعر الأمة العربية؛ تعاطفًا وتأييدًا وعصبية مقيتة، حول تهديدات التعبئة الثانية لسد النهضة، التي سوف تميت شعب مصر عطشًا و ...، حتى وصلت الأمور حد إقامة المناورات العسكرية وإطلاق التهديدات بالحرب إذا تجاوزت إثيوبيا ا(الخط الأحمر)! في حين ظلت (كل الخيارات مفتوحة) إذا أقدمت إثيوبيا على ملء السد، للمرة الثانية من دون التوصل إلى اتفاق ملزم مع دول المصب !


ثم ماذا؟
قبل يومين ظهر وزير الخارجية المصري/ سامح شكري، في مقابلة تلفزيونية ليقول، بفصيح العبارة، مقولته التالية، التي قلبت الشارع المصري رأسَا على عقب؛ تخوينًا واستهجانًا لنظام السيسي، قال شكري:
((لدينا ثقة أن الملء الثاني لسد النهضة لن يكون مؤثرًا على المصالح المصرية. ونستطيع التعامل معه من خلال الاجراءات المحكمة في إدارة مواردنا المائية)) !!
قال عبارته تلك وهو يبتسم ابتسامة لاتخفي سخريته ممن وقعوا في الفخ وصدقوا المزحة الثقيلة !
فلاعزاء للمهرج عبد الفتاح فايد/ محرر الشؤون المصرية في قناة الجزيرة الإسلامية ـ القومية المزدوجة الشر والفتنة. ولاعزاء لكل دعاة الفتنة والعصبية في الداخل المصري وخارجه.
-الخميس 20 مايو 2021.