إهدار ممنهج .. ملايين الدولارات تطفو هباء بمياه اليمن

YNP - إبراهيم يحيى :
ذهبت ملايين الدولارات هدرا وطفت هباء منثورا على شواطئ المكلا، في واقعة عبث جديدة تفاجأ بها أهالي المكلا، واستفزت الجميع بلا استثناء، لاستمرار العبث بثروات اليمن وتجريع سكانه ويلات الجوع والإفقار الممنهج.


حدث هذا، حين أفاق أهالي مدينة المكلا، الجمعة، على فاجعة نفوق كميات كبيرة من الجمبري، أجود وأنفس الأحياء البحرية اليمنية، والأغلى في السوق العالمية. فاجعة جديدة، تبعث على الأسى والمرارة، في نفوس اليمنيين.


ناشطون تداولوا على نطاق واسع، بمواقع ووسائط التواصل الاجتماعي، صورا مؤلمة لنفوق كميات كبيرة من الجمبري، باهظ الثمن عالميا، على شواطئ المكلا، في وقت ارتفعت فيه أسعار الأسماك محليا لمستويات قياسية.


تأتي هذه الفاجعة الجديدة، قبل بدء موسم اصطياد الجمبري بأقل من شهر، والذي يبدأ –عادة- في الأول سبتمبر وحتى نهاية نوفمبر في الساحل الجنوبي لليمن، وحتى نهاية مارس في الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر.


كما تأتي واقعة نفوق الجمبري، عقب أسابيع على نفوق مماثل لكميات كبيرة من اسماك التونة، وهي ثاني أشهر وأجود أنواع الأسماك اليمنية، ذات الطلب العالمي، وأحد أهم أصناف الصادرات السمكية اليمنية حتى عهد قريب.


وشهدت سواحل محافظات لحج وشبوة وأبين وحضرموت، العام الماضي، وقائع مماثلة عدة، خلال شهري فبراير ومارس وسبتمبر، لنفوق كميات كبيرة من الأسماك المتنوعة، على نحو يدحض تبريرات لجان التحقيق لوقوعها بـ "أسباب طبيعية".


يمتلك اليمن شريطاً ساحلياً يمتد بطول 2500 كيلو متر على البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، ويزخر بثروة سمكية هائلة تقدر ما بين 350 و400 من أصناف الأسماك والأحياء البحرية وتسمح باصطياد ما يقارب 400 ألف طن سنوياً.


وظلت عائدات الصادرات السمكية تشغل المركز الثاني في الناتج المحلي الإجمالي بعد النفط، على الرغم من استغلال 17% فقط، 60 نوعا من الأسماك والأحياء البحرية فقط، ما يؤهل اليمن لأن تكون دولة رئيسية في إنتاج الأسماك في المنطقة.


لكن منذ بدء الحرب، لم يعد احد يتحدث عن صادرات سمكية يمنية، رغم انتشار سفن الاصطياد التجاري من جنسيات أجنبية على امتداد المياه الإقليمية لليمن في البحر الأحمر من ميدي حتى المندب وخليج عدن وبحر العرب من عدن حتى المهرة.


خبراء في البيئة البحرية، علقوا على نفوق كميات كبيرة من الجمبري، على شواطئ ساحل حضرموت، بأنه مرتبط بحادث تلوث بيئي، بينما أرجع آخرون هذا النفوق للجبمري إلى الاصطياد الجائر بواسطة التفجير المدمر للشعاب المرجانية وأخوار الأسماك.


ويتهم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بتمكين سفن تجارية من الاصطياد الجائر للأسماك والأحياء البحرية اليمنية بطريقتي التفجير والجرف ثم انتقاء الأسماك وإلقاء الأصناف الأخرى في البحر ما يتسبب في هجرة كثير من الأسماك.


في المقابل، حظر تحالف الحرب السعودي الإماراتي الاصطياد على الصيادين اليمنيين التقليدين في عمق المياه اليمنية، ونصب لهم عواقب المطاردة بالطائرات والزوارق والقصف الجوي والبحري والاعتقال حال تجاوزوا ثلاثة أميال من الشواطئ اليمنية.


لكن إهدار الثروة السمكية اليمنية، وفقا لخبراء متخصصون في البيئة البحرية، لا يتوقف عند هذا الحد، بل يمتد على عواقب كارثية ناجمة عن تخلص سفن التحالف وبوارجه من مخلفات سفنه وبوارجه والنفايات الكيماوية لمصانع السعودية والإمارات، في مياه اليمن الإقليمية على امتداد ساحلي اليمن الغربي والجنوبي.