عصابات تعز .. فوضى تتسع وجرائم تتصاعد

 YNP - طلال الشرعبي :

أكثر من أي وقت مضى أصبح صراع النهب والبسط والسطو على الأراضي  بين العصابات المسلحة المنفلتة يتسيد ويشكل أبرز ملامح مشهد وواقع الحياة العامة في مدينة تعز .

ويوم بعد يوم تشهد أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة قوات حزب الإصلاح معارك مواجهة عسكرية مفتوحة بين العصابات للبسط والسيطرة على قطعة أرض قد يصل طول وعرض بعضها أحيان بضعة أمتار.

ولا تكاد تخلو معركة من تلك المعارك من مشاركة قيادي أو عنصر من العناصر المنتمية إلى القيادات العسكرية  لحزب الإصلاح الذي بات واضحًا عمله وتخطيطه الممنهج لجعل واقع الحياة في المدينة محكوماً بسياسة واستراتيجية نشر الفوضى الأمنية التي تصنعها قيادات الحزب بغية تنمية ثرواتها المالية وتحقيق مصالحها الشخصية وتعزيز قبضة هيمنتها وسيطرتها على المدينة.

ولم تقتصر جرائم النهب والسطو في مدينة تعز على أراضي الدولة فقط بل تجاوزتها إلى أراضي الأوقاف وأراضي الأبرياء من المواطنين في المدينة، في مشهد واقعي باتت تجسد حقيقته الكثير من قصص الظلم والقهر التي لا تنتهي في ظل حكم الإصلاح الذي يحكم قبضة سيطرته على المدينة.

وفي تطور لافت بدأ خلال الأيام الأخيرة الماضية نطاق تلك الفوضى الأمنية يتسع ولم تعد وسيلة السطو على الأراضي هي البسط والاعتداء فقط بل وصلت حد القتل والتصفية الجسدية المتصاعدة لأسر بأكملها.

وفي هذا السياق بلغ عدد قتلى معركة الصراع الدائر منذ مطلع الأسبوع المنصرم على قطعة أرض في حي بير باشا 16 قتيلا كان آخرهم زوجة المسؤول الأمني في المدينة عصام الحرق الذي تعرض عدد 12 شخصاً من أفراد أسرته لأعمال القتل والتصفية الانتقامية من قبل عصابة القيادي العسكري في قوات الإصلاح ماجد الأعرج الذي لقي مصرعه في وقت سابق خلال مواجهة مسلحة بين أفراد عصابته ومسلحين آخرين يقودهم المسؤول الأمني عصام الحرق للدفاع عن الأرضية.

يشار إلى أن هذه الواقعة الدموية التي تسبب بها صراع السيطرة على الأراضي في تعز ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت أحياء حبيل سلمان والحصب وبير باشا الكثير من وقائع الصراع الدموية بين عصابات ومليشيات الفيد التابعة لحزب الإصلاح في إطار النهب والسطو على الأموال العامة أو الخاصة أو تصفية الخلافات على الأراضي المنهوبة.

في الوقت الذي تركز فيه قيادات الحزب العسكرية والأمنية جل اهتمامها على استغلال حالة الفوضى الأمنية والعبثية في العمل على تكوين ثرواتها الشخصية الضخمة وفي الإنشغال بتنفيذ الأوامر التي تصب في اتجاه حماية وتأمين مصالحها الذاتية وإن على حساب حقوق ودماء الأبرياء.

إلى ذلك كشفت تقارير عن وجود استحداثات وأعمال حفر وتأسيس باستخدام المعدات الثقيلة في منطقة "حبيل سلمان" وعلى طول الشارع الرئيسي الممتد من أمام الجامعة، وأعمال بناء في أكثر من 15 أرضية متقاربة وإلى جوار بعض على يمين الشارع ويساره، في مشهد يوحي بأن وراء هذه العملية تقاسم ونهب، بين نافذين.

كما ذكرت التقارير أن قيادات إخوانية تشارك بعمليات النهب عن طريق تزوير أحكام وتسهيل إجراءات السطو للعصابات والمليشيات مقابل الحصول على حصتها من كل عملية سطو.