تصفية أسرى ومأسي في سجون مارب

YNP -  إبراهيم القانص :

الشرطة العسكرية، أصبح هذا الإسم يشكل رعباً شديداً في أوساط المواطنين بمدينة مارب، نتيجة ما تمارسه تلك الجهة من قمع وإجرام بحق المواطنين، حيث تسلطها قيادات التحالف والشرعية في المحافظة للتنكيل بأي مواطن يرتفع صوته معترضاً على باطل أو مطالباً بحق، كما تستخدمها لتصفية حساباتها مع خصوم سياسيين أو عسكريين داخل المدينة، بمعنى أن التحالف والشرعية حولوا هذه الجهة عن مهماتها المفترضة في حماية المواطنين وضبط الأمن والاستقرار إلى وسيلة قمع وتصفية حسابات، إلى درجة أنه أصبح لديها سجون سرية، تزج فيها الكثير من الأبرياء وتسومهم سوء العذاب بأساليب تعذيب لا تقرها شريعة ولا أعراف ولا قوانين.

 ووصلت ممارسات وجرائم جهاز الشرطة العسكرية في مارب إلى حد اختطاف النساء من مخيمات النازحين في محيط المدينة، حيث كشفت مصادر محلية خلال الأشهر الماضية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات مؤكدة ووثائق مسربة أن قائد الشرطة العسكرية السابق أبو محمد شعلان، الذي لقي مصرعه على يد قوات صنعاء، كان يختطف فتيات من مخيمات النازحين، خصوصاً مخيمات نازحي الجوف، بدعوى التحقيق معهن، وكان يتم استدعاؤهن في أوقات متأخرة من الليل إلى شقة مفروشة محاطة بحراسة أمنية مشددة وسط المدينة، خاصة بقائد الشرطة، ويتم إعادتهن فجر اليوم التالي وعليهن علامات اعتداء وتعذيب، كما تم اختطاف عدد من النساء من منازلهن بتهمة التجسس والتخابر مع الحوثيين.

 

وفي أحدث انتهاك ترتكبه الشرطة العسكرية التابعة لقوات هادي والإصلاح في مدينة مارب، أقدمت على إطلاق الرصاص الحي باتجاه عدد من النزلاء في أحد سجونها بينهم أسرى من قوات صنعاء، متسببة في قتل وإصابة عدد منهم، بتوجيه من قائدها الجديد المدعو ناجي منيف، خلال اليومين الماضيين.

 

ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم ضابط في هيئة أركان وزارة دفاع الشرعية، أكدوا أن قوات الشرطة العسكرية بمارب تلقت توجيهات من قائدها بإطلاق الرصاص الحي على عدد من السجناء ما أدى إلى مقتل اثنين من الأسرى التابعين لقوات صنعاء والمختطفين، وإصابة ستة من المعتقلين، وذكر الضابط في هيئة رئاسة أركان دفاع هادي، في منشور على حسابة في فيسبوك، علي بن محسن صلاح، أن السجناء الذين تعرضوا للاعتداء والقتل كانوا في وضع احتجاجي ضد ممارسات القائمين على السجن، حيث اضطرهم سوء المعاملة وقطع الغذاء والدواء إلى الانتفاض داخل السجن، وحسب مصادر محلية فإن الشرطة العسكرية قطعت الدواء عن سجناء مرضى كانت قد اختطفتهم من الطرقات، خلال محاولتهم السفر إلى الخارج للعلاج عبر مارب.

 

خلال احتجاج السجناء اشتبكوا بالأيدي مع أفراد الشرطة العسكرية القائمين على حراسة السجن، لكن الأفراد استدعوا تعزيزات مما يسمى بشرطة النجدة والقوات الخاصة، وبأمر من ناجي منيف قائد الشرطة العسكرية أطلقوا النار على المنتفضين ضد سوء المعاملة وقتلوا اثنين من أسرى صنعاء والمختطفين وأصابوا ستة، ولا يكاد يمر يوم إلا وترتكب الشرطة العسكرية في مارب جرائم بشعة بحق من تختطفهم وتزج بهم في سجونها السرية والعلنية، وكل ذلك بضوء أخضر من قيادات التحالف والشرعية، الأمر الذي حول حياة المواطنين إلى كابوس مخيف حيث لم يعد أحد آمناً على نفسه أن تطاله تلك الأيادي المسلطة على الأبرياء من المدنيين والنازحين.