السعودية تبرم اتفاق جديد مع الامارات في اليمن

خاص – YNP ..

بعد ايام من التصعيد المتبادل، ابرمت السعودية والامارات صفقة جديدة لتقاسم مناطق الساحل الشرقي لليمن، وهو ما يعني اشعال فتيل حرب جديدة بالوكالة بين القوى اليمنية،  فما ابعاد الصفقة وما تداعياتها؟

في سقطرى، الحلم الاماراتي القديم والجديد للتواجد على الضفة الاخرى لسلطنة عمان  وعلى  بحر العرب ،   اخلت السعودية مطار الجزيرة  بسيناريو هزلي وتستعد حاليا لإخلاء الميناء ، لتكون بذلك  قد سلمت الجزيرة التي تضغط الامارات بقوة للوصاية عليها خلال العقود القادمة  للتحالف الجديد بين ابوظبي وتل ابيب.. كانت السعودية تخشى ردة فعل هادي واتباعها في حزب الاصلاح  خصوصا حميد الاحمر الذي اشترط تسليمه جزيرة سقطرى مقابل عودة حكومة هادي إلى عدن، وحتى لا تجد نفسها   في مأزق جديد  نفذت   مسرحية منع رحلات سياحية اماراتية وما تلاها من تصعيد لاتباع الانتقالي بالتظاهر والتهديد  باقتحام المطار وصولا إلى استدعاء قائد القوات السعودية قادة فصائل الانتقالي وتسليمهم المطار.

اليوم يتكرر السيناريو ذاته  في الميناء اخر مقرات القوات السعودية، وقد شهد منذ نهاية الاسبوع الماضي  ازمة جديدة مع دخول سفينة شحن اماراتية تقل معدات عسكرية اسرائيلية ضمن ترتيبات اماراتية تسليم المطار لشركات صهيونية بحجة توسيعه وصيانته،  وهذه السيناريوهات السعودية اعادت للأذهان  قرارها تسليم سقطرى للفصائل الموالية للإمارات بانسحابات واجبار قوات هادي على التسليم..

عموما  السيناريو الجديد ينم عن صفقة بدأت  ملامحها تتشكل مع اعادة الامارات رجلها في المهرة  عبدالله عيسى من عفرار والتنسيق مع الانتقالي  للتصعيد في المهرة حيث تطمح السعودية للسيطرة على هذه المحافظة المهمة على بحر العرب والتي تهدف من خلالها  لتصدير نفطها  إلى الخارج بدلا عن مضيق هرمز،  وهذه الصفقة انعكست على الوضع في مناطق سيطرة  "الشرعية"  جنوبا  حيث  تضغط السعودية لإعادة حكومة هادي إلى حضن الانتقالي  بدون ترتيبات حتى ناهيك عن رفعها الحصار المفروض عليه بإعتاقه بشحنة وقود جديدة لمواجهة انقطاع الكهرباء وفوق هذه  تحاول تفكيك منظومة "الشرعية"   عبر الحاق جناح هادي بالانتقالي وفك ارتباطه بمحسن  وجميعها مؤشرات على أن السعودية والامارات ترتبان لمرحلة ما بعد سقوط مأرب ، اخر مناطق التحالف  شمال اليمن، ومحاولة فرض امر واقع جديد  في الشرق ينهي سيطرة الاصلاح على ان يتولى الانتقالي تحقيق  اهدافهما من الحرب الاتي يقودنها منذ 7 سنوات  والتي تقضي باحتلال الساحل الشرقي لليمن والذي يشكل نقطة مهمة على خارطة الملاحة البحرية حول العالم مقابل تسليمه دفة "الشرعية" ليتولى المفاوضات نيابة عنها خلال المسار الذي  تدفع اطراف دولية له  وتسعى دول التحالف للدفع نحو حل من دولتان يحفظ لها  ماء وجهها جنوب وشرق اليمن ما تسليم الشمال لصنعاء..