مشاهد من ارتباك قوات التحالف والشرعية مع اقتراب سقوط مارب

YNP - إبراهيم القانص :

السرعة التي اتسمت بها عمليات قوات صنعاء الأخيرة في محافظة مارب، واتساع رقعة المساحات التي سيطرت عليها، نتج عنها إرباك كبير في صفوف قوات التحالف والشرعية، أدى إلى تهاوي تلك القوات بشكل غير مسبوق، ومواصلة تقدم قوات صنعاء وفق تكتيكات عسكرية جديدة ومحكمة ضيّقت الخناق على قوات التحالف التي لا تزال تتواجد داخل مدينة مارب، الأمر الذي جعل آخر تلك الوحدات تتأهب للفرار من المدينة، حسب مصادر محلية.

 

فرض تقدم قوات صنعاء إيقاعاً آخر في وضع قوات التحالف والشرعية، سواء على مستوى الأفراد أو القيادات، فما يخص الأفراد يظهر جلياً في تهاوي المواقع والمعسكرات إما بالهزائم الحتمية أو بالتسليم طواعية، أما القيادات فقد أفادت المصادر بفرار أعداد منهم بعدما نهبوا ما استطاعوا نهبه من المعسكرات ومخازن الأسلحة، ومنهم من بدأ بتحويل أمواله إلى عملات أجنبية استعداداً لتحويلها إلى حسابات خاصة أو الفرار بها إلى أي وجهة متاحة، ومنهم من بدأ بعرض عقاراته التي امتلكها خلال السنوات الماضية خوفاً من مصادرتها إذا ما وصلت قوات صنعاء إلى المدينة التي أصبحت أقرب من أي وقت مضى، وفيما يخص عقارات قيادات الشرعية والتحالف كانت صنعاء وجهت نصيحة للأهالي بتجنب التورط في شراء تلك العقارات، ضمن رسالة تطمينية بحرص قواتها على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم، على لسان عضو مجلسها السياسي الأعلى محمد البخيتي.

 

وكعادته، يكافئ التحالف أفراد وقيادات القوات الموالية له بالقصف أو التهديد، عقب كل هزيمة يتلقونها، أو ينزل عقاباً جماعياً بالأهالي الذين يقطنون في المناطق التي فقدتها قواته وسيطرت عليها قوات صنعاء، وحسب مصادر محلية فقد فشل التحالف في فك الحصار عن عدد كبير من مجنديه، الذين أحاطت بهم قوات صنعاء في قرية بني عبد بمديرية العبدية، ولكن التحالف أفرغ شحنات غضبه على رؤوس مواطني القرية، حيث قصف منازلهم بثلاث غارات شنتها طائراته الحربية، وكذلك مزارع الأهالي في منطقة عقبة ملعا بمديرية الجوبة، وأكدت المصادر أن قوات صنعاء عرضت على مجندي التحالف المحاصرين في قرية بني عبد بمديرية العبدية خروجاً آمناً بشرط تسليم أسلحتهم، إلا أن التحالف منعهم من ذلك رغم فشله في إنقاذهم وفك الحصار عنهم .

 

المصادر أضافت أن انفجارات ضخمة سمعت في أنحاء مختلفة بمدينة مارب، فجر أمس، موضحةً أن الانفجارات استهدفت مخازن أسلحة في منزل محافظ مارب المُعين من حكومة هادي، القيادي في حزب الإصلاح سلطان العرادة، وأشارت المصادر إلى أن الانفجارات استهدفت أيضاً غرفة العمليات التي تدير منها قوات هادي والإصلاح عملياتها في منزل العرادة نفسه الذي يقع في منطقة كرى بوادي عبيدة، إضافة إلى مخزون ضخم من الوثائق والبيانات التي تخص تلك القوات، وقالت المصادر إن مصير المحافظ العرادة لا يزال غامضاً، فيما سقط العشرات بين قتيل وجريح، من ضمنهم قيادات كبيرة وعناصر في تنظيم القاعدة نتيجة الانفجار، ورجحت المصادر أن الانفجار نجم عن صاروخ باليستي أطلقته قوات صنعاء، رغم أنها لم تصرح بذلك رسمياً حتى اللحظة.